للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسألة الأولى: تعريف النسخ لغة:

النسخ لغة يطلق على إطلاقين هما:

الإطلاق الأول: يطلق ويراد به الإزالة والرفع، ومنه قولهم:

"نسخت الشمس الظل "، أي: أزالته ورفعته، وهذا مثال النسخ

إلى بدل.

ومنه أيضاً قولهم: " نسخت الريح الأثر " أي: رفع الريح آثار

القوم وأزالتها، وهذا مثال النسخ إلى غير بدل.

الإطلاق الثاني: النسخ يطلق ويراد به لغة النقل مع بقاء الأول،

ومنه قولهم: " نسخت الكتاب " أي: نقلت ما فيه، مع بقاء

الأصل.

***

المسألة الثانية: هل النسخ حقيقة في الإزالة مجاز في النقل أو العكس؟

لقد اختلف العلماء في ذلك على مذاهب:

المذهب الأول: أن النسخ يطلق على الإزالة والنقل حقيقة

بالاشتراك المعنوي.

ذهب إلى ذلك ابن المنير في " شرح البرهان ".

بيان الاشتراك المعنوي هنا:

أن بين نسخ الشمس الظل ونسخ الكتاب قدراً مشتركاً، وهو:

الرفع؛ حيث إن الرفع في نسخ الظل واضح؛ لأنه زال بضده.