المسألة الثانية: تعريف المستفيض والمشهور وهل هما داخلان
ضمن خبر الواحد؟
المستفيض هو: ما نقله جماعة تزيد على الثلاثة، فلا بد أن يكون
الرواة أربعة فصاعداً، وهو مذهب جمهور الأصوليين.
وقيل: إن المستفيض هو الشائع بين الناس، وقد صدر عن أصل.
ولا فرق بين المستفيض والمشهور.
وقيل: بل بينهما فرق وهو: أن المستفيض: ما سبق بيانه،
والمشهور هو: ما اشتهر ولو في القرن الثاني أو الثالث.
والمستفيض والمشهور داخلان ضمن الآحاد؛ لأن خبر الواحد
ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ما لا يفيد الظن أصلاً وهو: ما تقابلت فيه
الاحتمالات على السواء.
والقسم الثاني: ما يفيد الظن وهو: ترجيح أحد الاحتمالين
الممكنين على الآخر في النفس من غير قطع سواء أخبر نقله واحد
فقط، أو نقله الثلاثة والأربعة، وهذا مذهب جمهور الأصوليين
وهو الحق.
وقيل: إن المستفيض والمشهور في مرتبة متوسطة بين المتواتر
والآحاد. نقل هذا عن الأستاذين: أبي إسحاق الإسفراييني، وأبي
منصور، لذلك قال بعض العلماء: إن ضابطه: أن ينقله عدد كثير
يربو على الآحاد، وينحط عن عدد المتواتر.
وقيل: إن المستفيض بمعنى المتواتر.
وقيل: إن المستفيض في رتبة أعلى من المتواتر.
والصحيح ما قلناه وهو: أن المستفيض والمشهور بمعنى واحد.