دليل هذا المذهب:
أنه لا فرق بينهما في القوة، والعمل، والاحتجاج، فليس
أحدهما بأولى من الآخر.
جوابه:
يجاب عنه: بأنا لا نُسَلِّمُ أنهما متساويان في القوة، حيث إنا بينا
أن المسند أقوى من المرسل لذلك تسكن النفس إليه، واتفق العلماء
على قبوله، أما المرسل فنظراً لضعف سكون النفس إليه فقد اختلف
العلماء فيه كما سبق.
المسألة الثامنة والعشرون: أفعال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحكامها:
للكلام عنها لا بد من التفصيل الآتي:
أولاً: أفعاله الجبلية:
وهي ما جبل الإنسان عليها وما تشترك فيها نفوس الخلق، وما
فطر اللَّه عليها البشر مما لا يملك الإنسان فيه حرية التصرف كالقيام،
والقعود، وهواجس النفس، وحركة اليد أثناء المشي، ونحو ذلك،
فهذا لا أسوة فيه، ولا يتبع النبي في شيء منه.
ثانيا: أفعاله التي صدرت منه على وفق العادات:
مثل أحواله في مأكله ومشربه، وملبسه، وتوسده يده إذا أراد
النوم، ولبس الأبيض. من الثياب، وطريقة مشيته، وطريقة كلامه،
فهذا يباح منا ومنه - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه لم يقصد به التشريع، ولم نتعبَّد به، ولم تقع تلك الأفعال على سبيل الطاعة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute