عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رُفِعَ إليهِ ابنُ ابنته وهو في الموت، ففاضت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
ــ
أخرجه أحمد وأخرجاه من طرق شتى عن أبي عثمان النهدي. قوله:(عَنْ أَسَامَة بنِ زيدٍ) يكنى أبا محمد وقيل أبو زيد جده حارثة بمهملة ثم راء بعدها مثلثة الكلبي الهاشمي الصحابي الجليل ابن الصحابي الجليل مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - وابن مولاه وابن مولاته وحبه وابن حبه أمره - صلى الله عليه وسلم - على جيش فيه أبو بكر وعمر وهو ابن ثماني عشرة سنة وأردفه لما رجع من عرفة ولما دخل مكة عام الفتح وفي الصحيحين عن ابن عمر قال بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثًا أمر عليهم أسامة فطعن النّاس في إمارته فقال إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب النّاس إليّ وإن هذا لمن أحب النّاس إليّ بعده وفي الترمذي عن ابن عمر أيضًا إن عمر فرض له ثلاثة آلاف ولأسامة ثلاثة آلاف وخمسمائة فقال عبد الله لأبيه لِمَ فضلت أسامة عليّ فوالله ما سبقني إلى مشهد فقال عمر لأن زيدًا كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أبيك وأسامة كان أحب إليه منك فآثرت حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حبي وروي إنه فرض لأسامة خمسة آلاف وقال - صلى الله عليه وسلم - لعائشة أحبيه فإني أحبه أخرجه الترمذي وفي البخاري إنه - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذ أسامة والحسن بن علي ويقول اللهم إني أحبهما فأحبهما، وروي له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما قيل مائة وثمانية وعشرون حديثًا اتفقا على خمسة وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بحديثين ومات رضي الله عنه بالمدينة وقيل بالجرف وحمل إلى المدينة سنة أربع وخمسين على الصحيح وقيل سنة أربعين وقيل سنة ثمان أو تسع وخمسين وكان له يوم مات النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرون سنة كذا في شرح العمدة للقلقشندي. قوله:(ابنُ ابْنَتِهِ) البنت هي زينب كما صرح به ابن أبي شيبة وصرح به غيره وابنها قيل هو علي بن أبي العاص ورد بأنه عاش حتى ناهز الحلم وهذا لا يقال له صبي عرفا بل لغة ويجاب بأن الوضع اللغوي يكفي هنا أو يقال إن الله نبه نبيه - صلى الله عليه وسلم - لأمر ربه وصبر ابنته ولم يملك مع ذلك عينيه من الرحمة والشفقة بأن عافا الله الابن من ذلك المرض وتخلص من تلك الشدة وعاش تلك المدة وقال بعض المحققين الصواب إنه إمامة بنت