للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له سعد: ما هذا

يا رسول الله؟ قال: "هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَها اللهُ تعالى في قُلُوب عِبَادِهِ، وإنما يَرْحَمُ اللهُ تعالى مِنْ عِبَادِهِ الرُّحماءَ" قلت: الرحماء: روي بالنصب والرفع،

ــ

أبي إمامة كما ثبت في مسند أحمد ولا ينافيه حياتها حتى تزوجها علي رضي الله عنه بعد فاطمة رضي الله عنها لأن قوله وهو في الموت أي في حال شديدة يتولد بعدها عادة إلَّا أنها شفيت من ذلك بعد اهـ، ونظر فيه بأنه كيف يحمل لفظ الابن على الابنة، وبأن الذي يتجه أنهما واقعتان واقعة لابن علي المذكور وواقعة لبنت أمامة المذكورة وعاشت بعد واحتمال ولد غيرهما جرى له ذلك مردود بقول الإخباريين أن زينب لم تلد سواها وقيل يحتمل أن يكون المراد من بنته فاطمة ومن ابنها محسن رضي الله عنهما قال الحافظ ابن حجر وهو أولى قال القارئ في شرح الشمائل في مسند البزار عن أبي هريرة نقل ابن لفاطمة فبعثت إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديث والابن المذكور محسن أو المراد عبد الله بن رقية بن عثمان رضي الله عنهما ففي الأسباب للميلادي إن عبد الله بن عثمان من رقية بنته مات في حجره - صلى الله عليه وسلم - وقال إنما يرحم الله من عباده الرحماء اهـ. قوله: (قَال لَهُ سَعدٌ) هو ابن عبادة كما في الصحيحين. قوله: (مَا هَذَا) أي ما الحامل على ما ظهر منك من الدمع فإنا مضطرون للسؤال عنه لنعلم سببه

وحكمته. قوله: (هَذِهِ رحمةٌ) أي هذه الدمعة أثر رحمة تفيض من جوف القلب من غير تعمد من صاحبه ولا استدعاء أي وما كان كذلك لا مؤاخذة به إنما المنهي عنه ما قارنه ما دل على الجزع وعدم الرضا بالقضاء، أو هذه الدمعة تنشأ عن تأمل ما هو فيه من الشدة التي يترتب عليها من ثواب صبر نحو الأب أو رضاه ما تخفف عنه ما لاقاه من الوجل وحرارة الفقد والحزن بمقتضى الطبع البشري. قوله: (إِنَّما يرحم الله من عبادِهِ الرُّحماءَ) من فيه بيانية وهي حال من المفعول قدم عليه ليكون أوقع والرحماء جمع رحيم وهو من صيغ المبالغة ومقتضاه أن رحمة الله تختص بمن اتصف بالرحمة وتحقق بها بخلاف من فيه أدنى رحمة لكن ثبت في حديث ابن عمر وغيره الراحمون يرحمهم الرحمن والراحمون جمع راحم فيدخل فيه كل من كان فيه أدنى رحمة وقد ذكر الحوبي في كتابة ينابيع العلوم مناسبة للإتيان بلفظ الرحمن في حديث الباب بما حاصله أن لفظ الجلالة دال على العظمة وقد عرف بالاستقراء إنه حيث ورد يكون الكلام

<<  <  ج: ص:  >  >>