فالنصب على أنه مفعول "يرحم" والرفع على أنه خبر "إن"، وتكون "ما" بمعنى الذي.
وروينا في "صحيح البخاري" عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه وهو يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ــ
مسوقًا للتعظيم فلما ذكرها ناسب ذكر من كثرت رحمته وعظمت ليكون الكلام جاريًا على نسق التعظيم بخلاف الحديث الآخر فإن لفظه يدل على المبالغة في العفو فناسب أن يذكر معه كل ذي رحمة وإن قلت اهـ، وهو كما قال يستحق أن يكتب بماء الذهب في صفحات القلوب. قوله:(فالنصبُ الخ) أي وما كافة.
قوله:(وَرَوَيْنَا في صَحِيح البُخَارِيِّ) قال الحافظ بعد تخريجه من طرق حديث أخرجه أحمد من طرق وأبو داود وأبو عوانة وابن حبان. قوله:(عَلَى ابنِهِ إِبراهِيمَ) أي دخل في دار ظئره أبي سيف القين وإبراهيم رضي الله عنه أمه مارية القبطية أهداها المقوقس القبطي صاحب مصر وإسكندرية إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولدت إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة وسر - صلى الله عليه وسلم - بولادته كثيرًا، ولد بالعالية وكانت قابلته أم رابع سلمى امرأة أبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوهب له عبدًا وحلق شعر إبراهيم وتصدق بزنته ورقًا وأخذوا شعره فدفنوه كذا قال الزبير ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين بالمدينة يقال له أبو سيف ترضعه وقال الزبير أيضًا أن الأنصار تنافسوا فيمن يرضعه وأحبوا أن يقرعوا مارية للنبي - صلى الله عليه وسلم - لميله إليها فجاءت أم بردة بنت المنذر بن زيد الأنصاري زوج البر بن أوس فكلمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أن ترضعه فكانت ترضعه بلبن ابنها في بني مازن بن النجار وترجع به إلى أمه وأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم بردة قطعة من نخل وتوفي وهو ابن ثمانية عشر شهرًا قاله الواقدي وقيل ابن ستة عشر شهرًا وثمانية أيام وصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ندفنه عند فرطنا عثمان بن مظعون ودفنه في البقيع قيل وغسله الفضل بن عباس ونزل في قبره هو وأسامة بن زيد وجلس - صلى الله عليه وسلم - على شفير القبر قال الزبير ورش على قبره الماء وعلّم على قبره بعلامة وهو أول قبر رش عليه الماء روى عنه - صلى الله عليه وسلم - إنه قال لو عاش إبراهيم