للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستحب أصحابنا أن يقول في تعزية المسلم للمسلم: أعْظَمَ اللهُ أجْرَكَ، وأحْسَنَ عَزَاءَكَ، وَغَفَرَ لِمَيِّتِكَ، وفي تعزية المسلم بالكافر: أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك. وفي تعزية الكافر بالمسلم: أحسن الله عزاءَك، وغفرَ لميتك. وفي تعزية الكافر بالكافر: أخلف الله عليك.

وأحسن ما يعزَّى به، ما روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: "أرسلت إحدى بناتِ النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه تدعوه وتخبرُه أنَّ صبيًّا لها أو ابنًا في

الموت، فقال

ــ

ما يدل عليه. قوله: (وَاستحبَّ بعض أصحابنا) قال الحافظ ولم يذكر دليله من الأثر ثم أسند إلى أبي خالد الوالي بكسر اللام وتخفيف الموحدة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عزى رجلًا فقال يرحمه الله يأجرك قال الحافظ بعد تخريجه هذا مرسل حسن الإسناد أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمرو بن الزبير أنهما كانا يقولان في التعزية أعقبك منه عقبى صالحة كما أعقب عباده الصالحين قال الحافظ وسنده حسن ثم أخرج الحافظ عن الشافعي بسنده إلى جعفر الصادق عن أبيه عن جده قال لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجاءت التعزية فسمعوا قائلًا يقول إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفًا من كل هالك ودركًا من كل فإن فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب أخرجه البيهقي قال وروي من وجه آخر عن جابر ومن وجه آخر عن أنس وأوردها في أواخر الدلائل فأما حديث أنس فوقع لنا بعلو في المعجم الأوسط ثم ذكر الحافظ من خرج حديث جابر وما فيه من المخالفة فراجعه اهـ. قوله: (وَأَحْسنَ عَزاءَكَ) بالمد أي جعل صبرك حسنًا وإنما قدم في التعزية الدعاء للمصاب لأنه المخاطب وليوافق قوله - صلى الله عليه وسلم - اللهم اغفر لحينا وميتنا فبدأ بالحي فخولف في تعزية الكافر بالمسلم تقديمًا للمسلم. قوله: (الكافر) ظاهر عبارته شمول الكافر فيها الحربي وغيره أن الحربي يعزى واختلف فيه فأطلق الجيلي وغيره إنه لا يعزى وهو قضية كلام الروضة وقال الشيخ أبو حامد لا يعزى بمعنى أنها تكره قال في شرح الروض وهو الظاهر إلّا أن يرجى إسلامه فينبغي ندبها أخذا من قول السبكي ينبغي إنه لا يندب تعزية الذمي بالذمي أو بالمسلم إلّا إذا رجي إسلامه تألفًا وفي المجموع عدم ندبها قال في المهمات وكلام جماعة منهم

<<  <  ج: ص:  >  >>