وَلَقِّهِ بِرَحْمَتِكَ الأمنَ مِنْ عَذَابِكَ حَتَّى تَبْعَثَهُ إلى جَنَّتِكَ يا أرْحَمَ الراحِمِينَ، هذا نص الشافعي في مختصر المزني رحمهما الله.
قال أصحابنا: فإنْ كان الميت طفلا دعا لأبويه فقال: "اللَّهُم اجْعَلْهُ لَهُما فَرَطًا، واجْعَلْهُ لَهُما سَلَفًا، واجْعَلهُ لَهُما ذُخْرًا، وثَقِّلْ به مَوَازِينَهُما، وأفرْغْ الصَّبْرَ على قُلُوبِهما، ولا تَفْتِنْهُما بَعْدَهُ، ولا تَحْرِمْهُما أجْرَهُ". هذا لفظَ ما ذكره أبو عبد الله الزبيري من أصحابنا في كتابه "الكافي"، وقاله الباقون بمعناه، وبنحوه قالوا: ويقول معه: "اللهم اغْفِر لِحَيِّنا وَمَيِّتِنا ... " إلى آخره. قال الزبيري: فإن كانت امرأة قال: "اللهُم هَذه أَمَتُكَ"، ثم ينسق الكلام،
ــ
الجنبين والظهر والبطن اهـ. ووقع في أثر مجاهد عند عبد الرزاق ووسع عن جسده الأرض وهو يؤيد ما بحثه الإسنوي. قوله:(ولقِه الأَمنَ منْ عذَابك) أي الشامل لما في القبر وما بعده وأعيد بإطلاقه بعد تقييده بما تقدم اهتماما بشأنه إذ هو المقصود من هذه الشفاعة. قوله:(حتَّى تَبعثهُ إِلى جنتكَ) أي مسوقا في زمرة المتقين إليها. قوله:(فَرَطًا) في الصحاح الفرط بالتحريك الذي يتقدم الواردة فيهيئ لهم الإرسان والدلاء ويمدر لهم الحياض ويستقي لهم فعل بمعنى فاعل مثل تبع بمعنى تابع يقال رجل فرط وقوم فرط أيضًا وفي الحديث أنا فرطكم على الحوض ومنه قيل للطفل الميت اللهم اجعله لنا فرطًا أي أجرًا يتقدمنا حتى نرد عليه اهـ، ويقال إنه جمع فارط بمعنى سابق ثم الظاهر إنه يقال فرطا لأبويه في غير ولد الزنا أما هو فينبغي أن يقال إنه فرطًا لأمه ويقول فيمن أسلم تبعًا لأحد أصوله اجعله فرطا لأصله المسلم ويحرم الدعاء بأخروي لكافر وكذا من شك في إسلامه ولو من والديه بخلاف من ظن إسلامه ولو بقرينة كالدار هذا هو المتجه من اضطراب كثير ذي ذلك. قوله:(ذُخْرًا) بالذال المعجمة شبه تقدمه لهما بشيء نفيس يكون أمامهما مدخرًا إلى حاجتهما له بشفاعته لهما كما صح. قوله:(وَأَفرِغَ الصَّبرَ عَلَى قُلوبِهمَا) هو بقطع همزة أفرغ وهذا لا يأتي إلَّا في حي. قوله:(ولا تَفتِنهُمَا بعْدَهُ الخ) هذا جار في الحيين والميتين إذ الفتنة يكنى بها عن العذاب وذلك لورود الدعاء لوالديه بالرحمة والعافية ولا يضر ضعف سنده لأنه في الفضائل. قوله:(ثُمَّ يُنْسُقُ الكَلامَ) بتحتية ثم نون فسين مهملة فقاف أي