لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك
لك، هذه تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
ــ
نفي الجنس فهي لنفي كل شريك له في وصف من أوصافه أو فعل من أفعاله وفيه إيماء إلى الرد على المشركين فإنهم كانوا يقولون في تلبيتهم لا شريك لك، إلَّا شريكا هو لك، تملكه وما ملك، فكان - صلى الله عليه وسلم - إذا سمعهم يقولون ذلك يقول: قد قد أي حسبكم واقتصروا على قول لا شريك لك ولا تزيدوا قول إلَّا شريكًا هو لك الخ. قوله:(إِنَّ الحَمدَ) بكسر الهمزة من إن وفتحها وجهان مشهوران لأهل الحديث واللغة قال الجمهور والكسر أجود وقال الخطابي الفتح رواية العامة وقال ثعلب الاختيار الكسر وهو أجود في المعنى لأن من كسر جعل معناه إن الحمد لك على كل حال ومن فتح قال معنى لبيك بهذا السبب وما نقله الزمخشري عن الشافعي من اختيار الفتح وارتضاه الأسنوي رده الأذرعي بأن اختيارات الشافعي لا تؤخذ من الزمخشري لأن أصحابه أدرى باختياراته من غيرهم ولم ينقلوه عنه لا يقال كما إن الفتح يوهم التعليل والتخصيص أي إن الإجابة معلولة ومختصة بحال شهود الأنعام فالمكسورة تدل على التعليل أيضًا فيؤدي إلى إيهام ما ذكره لأنا نقول هو ممنوع وعلى التنزل فليس مقصودًا منه وعلى التنزل فهو في المفتوحة أظهر وأشهر. قوله:(والنَّعمةَ) بكسر النون الإحسان والعطاء والمشهور نصبها قال القاضي ويجوز رفعها على الابتداء ويكون الخبر محذوفًا وقال ابن الأنباري إن شئت جعلت خبر إن محذوفًا تقديره إن الحمد لك والنعمة مستقرة. قوله (لكَ) ومعناه في الحمد إنك تستحقه دون غيرك وفي الأنعام أنك الموصوف به في الحقيقة أو الموجد لأثره دون غيرك وقيل اللام بمعنى من أي منك ويستحب أن يقف وقفة لطيفة عند. قوله:
(والمُلكَ) ثم يقول. قوله:(لَا شريكَ) لك والأفضل الاقتصار عليها فيكررها ثلائا ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي الصحيحين وغيرهما ذكر عن نافع مولى ابن عمر قال وكان ابن عمر يزيد فيها لبيك وسعديك والخير بيديك لبيك والرغباء إليك والعمل، والرغباء بفتح الراء وإسكان الغين المعجمة والموحدة والمد وبضم الراء وسكون