للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الأدعية المختارة في السعي وفي كل مكان: "اللهُم يا مُقَلِّبَ

ــ

- صلى الله عليه وسلم - كان إذا سعى قال في بطن المسيل اللهم اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم وقال بعد تخريجه هذا حديث غريب وسنده ضعيف لضعف ليث يعني ابن أبي سليم وتدليسه وعدم سماع شيخه أبي إسحاق عن علقمة وقد خالفه سفيان الثوري وقال عن أبي إسحاق عن ابن عمر موقوفًا قال الحافظ وهذا أولى أخرجه عبد الرزاق عن الثوري وأخرجه أيضًا من طريق مجاهد عن ابن عمر وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة عن طريق العلاء بن المسيب عن أبيه قال كان عمر رضي الله عنه إذا مر بالوادي بين الصفا والمروة يسعى حتى يجاوزه ويقول رب اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم اهـ، وفي

القري للمحب الطبري رفع هذا الذكر من حديث أم سلمة ولفظها كان - صلى الله عليه وسلم - يقول في سعيه رب اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم ومن حديث امرأة من بني نوفل كان - صلى الله عليه وسلم - يقول بين الصفا والمروة رب اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم وقال أخرجهما الملا في سيرته وعزا ابن حجر الهيتمي الخبر المرفوع إلى تخريج الطبراني والبيهقي وغيرهما وعزا تخريج حديث عبد الله بن مسعود الموقوف عليه من طريقين إلى تخريج سعيد بن منصور اهـ. قال الحافظ لم أر في شيء من هذه الطرق الزيادة التي ذكرها الشيخ ولا الأئمة اهـ، والظاهر أن مراده بالزيادة قوله "وتجاوز عما تعلم إنك" فإن الوارد وأنت الأعز الأكرم على أن وتجاوز عما تعلم قد ورد لكن في أذكار الطواف كما سبق بيانه ثم رأيت الحافظ صرح بالمراد وإنه وجد ذلك أي "وتجاوز عما تعلم" في كلام الشافعي في أذكار الطواف وساق سنده إليه ثم قال فكأن الشيخ نقلها من هنا لما ورد أكثرها فيما بين الصفا والمروة والعلم عند الله اهـ، وهو ما أشرت إليه فلله الحمد وقد ذكر في مختصر التفقيه أن ذلك قد جاء عن عبد الله بن السائب مرفوعًا ولعل وجه إيراد الشيخ للآية أنها دعاء جامع وقد ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - وإن لم يكن في خصوص هذا المكان فكان الدعاء بها لكونها مأثورة عنه - صلى الله عليه وسلم - أولى وقد ورد أن أكثر دعائه - صلى الله عليه وسلم - ربنا آتنا الخ. رواه مسلم وكان أنس يدعو بها ثم يدعو بعد بما شاء رواه مسلم والله أعلم. قوله: (ومنَ الأَدعِيةِ المخْتارَةِ) أي لكونها واردة عنه - صلى الله عليه وسلم - وهي من جوامع الكلم ففيها جوالخ الخير. قوله: (يا مُقلِّبَ

<<  <  ج: ص:  >  >>