وروينا في "سنن أبي داود" وكتابي "الجامع" و"الشمائل" للترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا فرغ من طعامه قال:"الحَمْدُ لِلَهِ الَّذِي أطْعَمَنا وسَقانا وجَعَلَنا مُسْلِمِينَ".
وروينا في "سنن أبي داود والنسائي" بالإسناد الصحيح عن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أكل أو شرب قال: "الحَمْدُ لِلهِ الذِي أطْعَمَ وَسَقَى وَسَوَغَهُ
ــ
وما سبق من حمده - صلى الله عليه وسلم - المشتمل على تلك الصفات البليغة البديعة إنما هو بيان للأكمل. قوله:(وروينا في سنن أبي داود الخ) وكذا رواه النسائي وابن ماجه كما في السلاح ولفظ الكتاب لأبي داود ولفظ الترمذي كان - صلى الله عليه وسلم - إذا أكل أو شرب قال فذكره وزاد في الحصن وابن السني قال الحافظ بعد تخريجه للحديث من طريق الإِمام أحمد: هذا حديث حسن وأخرجه أيضًا من طريق الطبراني عن أبي سعيد بلفظ كان - صلى الله عليه وسلم - إذا أكل طعامًا قال الحمد الله الخ مثله سواء وأفاد الحافظ أن النسائي أخرجه في اليوم والليلة. قوله:(إذا فرغ من طعامه) أي من أكله. قوله:(الحمد الله الخ) لما كان الحمد على النعم به العبد ويستجلب به المزيد أتى به - صلى الله عليه وسلم - تحريضًا على التأسي به ولما كان الباعث على الحمد هو الطعام ذكره أولًا لزيادة الاهتمام وكان السقي من تتمته إذ لا يخلو الطعام عن الشراب في أثنائه غالبًا ثنى به وختم الذكر بقوله وجعلنا مسلمين للجمع بين الحمد على النعم الدنيوية والأخروية وإشارة إلى أن الأولى بالحامد أن لا يحرر حمده على دقائق النعم بل النظر إلى جلائلها أحق ولأن الإتيان بحمده من نتائج الإسلام وهذا أنفس من قول بعضهم لما أراد ذكر كثير من النعم ذكر أشرفها وهو الإسلام وإلًا فلا وجه لذكره في هذا المقام اهـ.
قوله:(وروينا في سنن أبي داود والنسائي الخ) وكذا أخرجه أبو يعلى وأخرجه ابن حبان من طريق أبي يعلى كذا قال الحافظ: وقال: الحديث صحيح وأشار إلى أن الطبراني أخرجه في كتاب الدعاء. قوله:(وسوغه) هو بتشديد الواو سهل كلًّا من دخول اللقمة ونزول الشربة في الحلق فالإفراد