وروينا في كتابي ابن ماجه وابن السني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال:"أمَرَنا نبينا، - صلى الله عليه وسلم - أن نُفشي السلام".
وروينا في "مَوطأ" الإِمام مالك رضي الله عنه عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن الطفيل بن أُبي بن كعب أخبره أنه كان يأتي عبد الله بن عمر فيغدو معه إلى
ــ
على بعض وأولها أشرفها. قوله" (قال الترمذي حديث صحيح) تقدم ما في تصحيحه في كلام الحافظ.
قوله:(وروينا في كتابي ابن ماجه وابن السني الخ) قال الحافظ بعد تخريجه من طريق الطبراني: هذا حديث حسن أخرجه ابن ماجه ورجاله رجال الصحيح إلا إسماعيل بن عياش ففيه ضعف لكن روايته عن الشاميين جيدة وهذا منها وقد تابعه بقية بن الوليد ثم أخرجه الحافظ عنه من طريق الطبراني أيضًا وقال بعد تخريجه وأخرجه ابن السني من طريق كثير بن عبيد عن بقية وزاد فيه لأبي أمامة قال الحافظ في الطريق التي أورد بها حديث بقية وهذه طريق جيدة بتصريح بقية بالتحديث فيها فأمن تدليسه وهو أشد ما عيب به اهـ. قوله:(أمرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم -) هذا مرفوع اتفاقًا للنص فيه على اطلاعه - صلى الله عليه وسلم - ومحل الخلاف ما لم ينص فيه على اطلاعه - صلى الله عليه وسلم - وقيل: بجريان الخلاف فيه أيضًا وسبق تحقيق ذلك في أوائل الكتاب. قوله:(أن نفشي) بضم النون أي تظهر ونشهر (السلام) بأدائه على من لقينا عرفنا أو لم نعرف.
قوله:(وروينا في موطأ الإِمام مالك) قال الحافظ هذا موقوف صحيح ثم خرجه الحافظ عن مالك وقال أخرجه البخاري في الأدب المفرد هكذا. قوله:(عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة) هو تابعي أخذ عن عمه أخي أبيه لأمه أنس بن مالك وأبوه عبد الله صحابي حنكه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجده أبو طلحة صحابي جليل أنصاري عظيم. قوله:(أن الطفيل) هو بضم الطاء المهملة وفتح الفاء وسكون التحتية تابعي أخذ عن عمر وعن أبيه وأبوه أبي بضم الهمز وفتح الموحدة ابن كعب الصحابي الجليل الأنصاري وقوله (أخبره) خبر أن والضمير المستتر المرفوع يعود إلى الطفيل والضمير البارز المنصوب يعود لإسحاق والمعنى أخبر الطفيل إسحاق بـ (أنه لما كان يأتي عبد الله الخ) فحذف الباء الموحدة وحذف الجار مع أن وأن قياس مطرد عند