للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اغسل داخل إزارك مما يلي الجلد بماءٍ، ثم يصبُّ على المعينِ، وهو المنظور إليه.

وثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يُؤمَر العائنُ أن يتوضأ ثم يغتسل منه المَعين. رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.

وروينا في كتاب الترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوَّذ من الجانّ وعين الإنسان حتى نزلت المعوّذتان، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما" قال الترمذي: حديث حسن.

وروينا في "صحيح البخاري" حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي كان يعوَّذ الحسن والحسين: "أعِيذُكُما بكَلِماتِ الله التامَّةِ مِنْ كُل شَيطَانٍ وهَامَّةٍ ومِنْ كُل عَيْنٍ لامَّةٍ، ويقول: إن أباكما كان يعوِّذ بهما إسماعيل وإسحاق".

ــ

بخلافه اهـ. قوله: (داخلة إزارك) قال القاضي عياض: المراد بداخلة الإزار ما يلي الجسد منه وقيل: المراد موضعه من الجسد وقيل: المراد مذاكيره كما يقال: عفيف الإزار أي الفرج وقيل: المراد وركه إذ هو معقد الإزار. قوله: (المعين) بفتح الميم وكسر

المهملة أي الذي أصابته العين. قوله: (يتعوذ من الجان) بتشديد النون أي أبي الجن وهو إبليس أو من جنسهم الشامل لجميع الشياطين وفي المغرب الجان أبو الجن وحية بيضاء صغيرة. قوله: (وعين الإنسان) أي التي تصيب بالسوء إشارة إلى قوله تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ} قال الحافظ عماد الدين بن كثير: قال ابن عباس ومجاهد: يزلقونك ينفذونك بأبصارهم أي ليعينوك بأبصارهم لولا وقاية الله تعالى لك وحمايته إياك منهم وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بإذن الله تعالى كما وردت به الأحاديث المروية من طرق متعددة اهـ. قوله: (حتى نزلت المعوذتان) بكسر الواو أي سورة الفلق والناس فإن ضم إليهما الإخلاص قيل: المعوذات بالجمع على طريق التغليب.

قوله: (وروينا في صحيح البخاري) وكذا رواه أحمد كما قاله الحافظ وأصحاب السنن الأربعة كما في السلاح قال: ولفظ أبي داود والترمذي والنسائي أعيذكما بكلمات الله

<<  <  ج: ص:  >  >>