وروينا في "صحيح مسلم" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع من الركوع قال:"اللهم رَبنا لكَ الحَمدُ، مِلْءَ السماواتِ والأرضِ، ومِلْءَ ما شِئْتَ مِنْ شَيء بَعْدُ، أهْلَ الثناءِ والمَجْدِ، أحَق ما قال العَبْدُ، وكلُّنا لكَ عَبْد، اللهُم لا مانِعَ لِمَا أعْطَيتَ، ولا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، ولا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ".
ــ
أبي داود وابن ماجة كان إذا رفع رأسه من الركوع يقول فذكره ولفظ رواية علي كزم الله وجهه وإذا رفع رأسه قال ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد وقال الحافظ بعد تخريجه أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ونبه الحافظ على اختلاف وقع في الحديث عن ابن أبي أوفى فأخرج مسلم وغيره من طريق شعبة أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو فذكره من غير ذكر المحل وأخرجه مسلم أيضًا عنه من طريق شعبة بزيادة في ألفاظ الذكر من غير تعيين المحل وأخرجه مسلم وأبو داود من طريق الأعمش بتعيين محله وأنه في الاعتدال والأعمش ثقة حافظ فزيادته معتمدة.
وابن أبي أوفى اسمه عبد الله واسم أبي أوفى علقمة بن خالد الأسلمي وأسلم هو ابن أفصى بالفاء ابن حارثة وأبو أوفى هو الذي صلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاء صدقته، غزا عبد الله مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ست غزوات وكان من أصحاب الشجرة وأصابته ضربة يوم حنين في درعه خرج عنه أصحاب السنن
الأربعة وغيرهم روي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسة وتسعون حديثًا أخرج الشيخان منها ستة عشر حديثًا اتفقا منها على عشرة وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بواحد سكن الكوفة وكف بصره في آخر عمره وتوفي سنة ست وثمانين وهو آخر الصحابة موتًا بالكوفة وأيضًا هو آخر أهل بيعة الرضوان رضي الله عنه.
قوله:(وَرَوينَا في صحيح مسلم) ورواه أبو داود والنسائي كذا في السلاح قال الحافظ أخرجه أحمد وابن خزيمة ووقع عند بَعض رواة الحديث اللهم ربنا وذكر أبو داود أن في رواية عبد الله بن يوسف ربنا ولك الحمد بزيادة واو قال الحافظ ووقع لنا كذلك من وجه آخر عن سعيد بن عبد العزيز ثم أخرجه كذلك من طريق أبي نعيم في المستخرج وأخرجه أيضًا من طريق أخرى بمثله لكن قال لا نازع لما أعطيت ولا ينفع ذا الجد منك الجد وقال عقبها هكذا أخرجه البيهقي وعبد