للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما رفع رأسه من الركعة قال: "سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، فقال رجل وراءه: رَبنا ولكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيبًا مُبارَكًا فِيهِ، فلما انصرف قال: "مَنِ المُتَكَلِّمُ؟ " قال: أنا، قال: "رأيتُ بِضْعَةً وثَلاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَها

ــ

- صلى الله عليه وسلم - إلى مكة واستشهد يوم أحد ولم يحفظ عنه رواية سوى ما ثبت في صحيح البخاري إنه كان يقول لابنه رفاعة ما يسرني إني شهدت بدرًا بالعقبة وظاهره إنه لم يشهد بدرًا أما رفاعة فشهد العقبة ورفاعة وشهد المشاهد كله مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشهد مع علي الجمل وصفين انفرد به البخاري عن مسلم فروي له ثلاثة أحاديث وروى عنه أصحاب السنن الأربعة خلا ابن ماجة روى عنه ابناه عبيد ومعاذ وابن أخيه يحيى بن خلاد توفي أول سنة معاوية رضي الله عنه قوله: (فَلمَّا رفعَ رأْسهُ) أي شرع في رفعه كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة منها حديث أبي هريرة السابق. قوله: (فَقَال رجلٌ) زاد الكشميهني وراءه قال ابن بشكوال هو رفاعة بن رافع راوي الخبر، قلت ويدل له الرواية الثانية عند أبي داود ومن معه قال الحافظ ابن حجر وكثيرًا ما يقع في الأحاديث إبهام اسم وهو الراوي وذلك إما منه لقصد إخفاء عمله أو من غيره تصرفًا أو نسيانًا. قوله: (مبارَكًا فيِهِ) زاد النسائي وغيره مباركًا عليه كما يحب ربنا ويرضى. قوله: (من المتكلمُ) زاد النسائي أي ومن معه في الرواية السابقة في الصلاة فلم يتكلم أحد ثم قالها الثانية فلم يتكلم أحد ثم قالها الثالثة فقال رفاعة بن رافع أنا فقال والذي نفسي بيده الحديث وللطبراني فسكت الرجل ورأى إنه قد هجم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على شيء كرهه فقال من القائل فإنه لم يقل إلا صوابًا فقال الرجل أنا قلتها وأرجو بها الخير ولأبي داود من القائل فإن لم يقل بأسًا فقال إني قلتها لم أرد بها إلَّا خيرًا كذا في التوشيح للسيوطي. قوله: (رأَيتُ بضعةً وثلاثينَ مَلَكًا) وفي رواية لمسلم اثني عشر ملكًا وللطبراني ثلاثة عشر ملكًا قال في السلاح البضع والبضعة في العدد بكسر الباء وهو من الثلاث إلى التسع وقيل إلى العشرة وقيل ما بين الواحد والعشرة قال ابن العز الحجازي في شرح البخاري وفيه رد على من زعم أن البضع يختص بما دون العشرين والظاهر أن هؤلاء الملائكة غير الحفظة ويؤيده خبر الصحيحين إن لله ملائكة يطوفون بالأرض يلتمسون أهل الذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>