للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وألِّفْ بَينَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْعَلْ في قُلُوبِهِم الإيمَانَ وَالْحِكْمَةَ، وَثَبِّتْهُمْ على مِلَّةِ رَسُولِكَ - صلى الله عليه وسلم -، وأوْزِعْهُمْ أنْ يُوفُوا بِعَهْدِكَ الذِي عاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ، وانْصُرهُمْ على عَدُوِّكَ وعَدُوِّهِم إلهَ الحَقِّ واجْعَلْنَا مِنْهُمْ".

ــ

أي الحالة التي بينكم فالتأنيث للحالة وقال الزجاج يعني ذات الحقيقة والمراد بالبين الوصل فالتقدير حقيقة وصلكم اهـ. وفي النهر والبين الفراق والتباعد وذات هنا نعت لمفعول محذوف أي أحوالًا ذات افتراقهم لما كانت الأحوال ملابسة للبين أضيفت صفتها إليها كما تقول اسقني ذا إنائك أي ماء صاحب إنائك لما لابس الماء الإناء وصف بدأ وأضيف إلى الإناء والمعنى اسقني ما في الإناء من الماء اهـ، وفي المغرب لما كانت الأحوال ملابسة للبين وصفت به فقيل لها ذات البين كما قيل للإسرار ذات الصدور لذلك اهـ. راجعت نسختي من المغرب في الكلام على لفظة ذات فلم أجد ذلك فيها ولعله ذكر في محل آخر منه وقيل المراد ما يصدر عن صلح الحالات الواقعة بينهم أي ليسلموا من الخطأ والفساد وفي الحرز وقيل لفظ ذات مقحية فالمفعول محذوف أي أصلح الأمور الدينية والأحوال الدنيوية الكائنة فيها بينهم أهـ. قوله. (وألِّفْ بينَ قلوبهمْ) أي اقذف الألفة بينهم ليتحابوا ويتوافقوا ويصيروا إخوانًا. قوله: (وأَوْزِعهُن إلخ) قال الراغب في مفرداته في قوله ({أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ} [النمل: ١٩] قيل معناه ألهمني وتحقيقه أولعني بذلك أو اجعلني بحيث أزع نفسي عن الكفران اهـ، وما سيأتي عن المصنف من تفسيره بألهمهم بمعناه. قوله: (بِعَهْدِكَ) أي الذي ألزمنا به نبينا - صلى الله عليه وسلم - من امتثال الأوامر واجتناب النواهي ويصح أن يكون المراد ما وقع يوم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} [الأعراف: ١٧٢]، ثم رأيت ابن حجر في الإمداد فسره بالأول في زمنه على أكثر بلاد الإسلام وهم لا كتاب لهم وقد زال فينبغي أن يأتي بما ورد اهـ.

قوله: (وَاعلم أَن المنْقولَ عَنْ عمَر إلخ) قال الحافظ ورد عنه الجمع بين الأمرين أخرج عبد الرزاق بسند حسن عن أبي رافع الصائغ واسمه نفيع قال صليت خلف

<<  <  ج: ص:  >  >>