للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أن المنقول عن عمر رضي الله عنه "عَذِّبْ كفرة أهل الكتاب"، لأن قتالهم ذلك الزمان كان مع كفرة أهل الكتاب، وأما اليوم، فالاختيار أن يقول: "عذِّب الكفرة" فإنه أعم. وقوله: نخلع: أي نترك، وقوله: يفجرك، أي: يلحد في صفاتك، وقوله: نحفِد بكسر الفاء، أي: نسارع، وقوله: الجِد بكسر الجيم: أي الحق، وقوله: ملحق بكسر الحاء على المشهور، ويقال

بفتحها، ذكره ابن قتيبة وغيره وقوله: ذات بينهم، أي: أمورهم ومواصلاتهم، وقوله: والحكمة، هي: كل مانع من القبيح، وقوله: وأوزعهم: أي ألهمهم، وقوله: واجعلنا منهم، أي: ممن هذه صفته.

ــ

عمر فقنت بعد الركعة فسمعته يقول اللهم إنا نستعينك إلخ، وفيه اللهم عذب الكفرة وألق في قلوبهم الرعب وأنزل عليهم رجسك اللهم عذب كفرة أهل الكتاب إلخ، وقد وقع الجمع في حديث على السابق ذكره عند تخريج حديث قنوت عمر فيحتمل أن يكون أحد الرواة في حديث عمر اختصر وكان عمر يقتصر تارة ويجمع أخرى بحسب المقام والله أعلم، اهـ. قوله: (فإنهُ أَعمُّ) أي والدعاء كلما كان أعم وأشمل كان أتم وأكمل قال في الإمداد ويسن أن يقول بدل كفرَة أهل الكتاب عذب الكفرة ليعم كل كافر وذكر أهل الكتاب ليس للتخصيص كما لا يخفى فاندفع قول الأسنوي إنما ذكر النووي ذلك لإدخال الكفار المستولين. قوله: (ملحق بكسر الحاءِ) اسم فاعل قال ابن الجوزي كذا رويناه أي من نزل به عذابك ألحقه بالكفار وقيل بمعنى لاحق يقال لحقته وألحقته بمعنى مثل تبعته وأتبعته. قوله: (ويقالُ

بفَتحهَا) قال ابن الجوزي ويروى بفتح الحاء على المفعول أي إن عذابك ملحق بالكفار يصابون به وفي المطلع للبعلي قال الجوهري لحقه ولحق به أدركه ولحق به غيره وألحقه أيضًا بمعنى لحقه وفي الدعاء إن عذابك بالكافرين ملحق بكسر الحاء أي لاحق بهم والفتح صواب اهـ. قوله: (والحِكمَةَ إلخ) اختلف في تفسير الحكمة على أقوال قال المصنف في شرح مسلم الذي صفا لنا منها أنها العلم المشتمل على معرفة الله تعالى مع نفاذ البصيرة وتهذيب النفس وتحقيق

<<  <  ج: ص:  >  >>