-وهو بتشديد الياء- أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو على المنبر وهو يعلم الناس التشهد يقول: قولوا: "التَّحِياتُ للَّهِ، الزاكياتُ للهِ، الطيباتُ الصلوَاتُ للهِ، السلامُ عَلَيْكَ أيها النَّبيُّ ورَحمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ، السلامُ عَلَيْنا وعلى عِبادِ اللَّهِ الصالِحِينَ، أشْهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأشْهَدُ أن مُحَمدًا عَبْدُهُ ورَسُوله".
وروينا في الموطأ، وسنن البيهقي، وغيرهما أيضًا بإسناد صحيح، عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول إذا تشهدت:"التَحِياتُ الطيباتُ الصلوَاتُ الزَّاكِياتُ للهِ، أشْهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن مُحَمدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، السلامُ عَلَيْكَ أيها النَّبِيُّ ورحمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السلامُ عَلَيْنا وعلى عبادِ اللهِ الصالِحِينَ".
ــ
الحافظ. قوله:(وهُوَ بتشدِيدِ الْيَاءِ) أي منسوب إلى القارة وهي أثيغ من مليح بن الهون بن خزيمة وعبد الرحمن هذا يروي عن عمر رضي الله عنه توفي سنة ثمان وثمانين كذا في لب اللباب في الأنساب. قوله:(الطيبَاتُ) أي لله وحذف اكتفاء بما قبله أو ما بعده وهو قوله الصلوات.
قوله:(وَرَوَينَا في الموطأ الخ) قال الحافظ بعد تخريجه هذا موقوف صحيح أخرجه مالك هكذا والبيهقي من طريق يحيى بن بكير عن مالك وخالفه حماد بن زيد فأخرجه الحافظ من طريق البزار عن حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال كانت عائشة تعلمنا التشهد وتعقدهن بيدها التحيات الصلوات الطيبات لله وقدم السلام على الشهادة كالحاجة وقال في روايته وأشهد أن محمدًا وكذا رواه ابن سعيد ثم أفاد الحافظ أن في الكتب المذكورة عنها رواية أخرى فساقها وقال زاد فيها بعض رواته وحده لا شريك له وقال موقوف صحيح أخرجه مالك والبيهقي اهـ. قوله:(التَّحياتُ الطيبَاتُ الصلوَاتُ إلخ) يجري في إعرابه ما سبق في حديث ابن عباس. قوله:(الزاكياتُ) أي الناميات باعتبار ذاتها لكونها طاعة أو وصفها لكونها خالصة أو ثوابها لأن الحسنة تقابل بعشر بل بسبعين بل بسبعمائة بل بأكثر بفضله تعالى وإحسانه. قوله:(أَشهَدُ أَن لَا إِله إلا الله إلخ) أخذ منه أن ترتيب كلمات التشهد ليس بواجب وهو كذلك عندنا عنذ السلامة من تغيير المعنى وإلَّا أبطل الصلاة إن