من أمور الآخرة والدنيا، وله أن يدعوَ بالدعوات المأثورة، وله أن يدعوَ بدعوات يخترعها، والمأثورة أفضل. ثم المأثورة منها ما ورد في هذا الموطن، ومنها ما ورد في غيره، وأفضلها هنا ما ورد هنا.
وثبت في هذا الموضع أدعية كثيرة، منها ما رويناه في "صحيحي البخاري ومسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
ــ
أنه كالإمام لكن أطال المتأخرون في أن المذهب أنه يطيل ما شاء ما لم يخف وقوعه في سهو ومثله إمام من مر وظاهر أن الخلاف فيمن لم يسن له انتظار نحو داخل. قوله:(منْ أُمورِ الدُّنيَا والآخرَةِ) أي والأخرى أولى لأن ذلك هو المقصود الأعظم ومحل جواز الدنيوي فيها أن أبيح خارجها وإلا أبطلها كما اعتمده المصنف وغيره. قوله:(والمأْثُوَرُ أْفضلُ) أي الدعاء بالمأثور بالمثلثة أي المنقول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل من غيره وظاهر كلام المصنف وغيره حصول أصل السنة بالدنيوي المباح لكن نقل الأذرعي عن الماوردي وغيره أنه مباح ويجري ذلك في سائر أذكار الصلاة وميل الجويني إلى بطلان الصلاة بنحو اللهم ارزقني جارية صفتها كذا أي بيضاء هيفاء إلى آخر الأوصاف المستحسنة خلاف الصواب كما في المجموع للأحاديث السابقة وبه يرد اعتماد الأذرعي لكلام الجويني وقوله لا أحسب أحدًا يسارع فيه. قوله:(منهَا مَا روَينَاهُ في صحيحي البخارِي ومسلم الخ) في السلاح عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال رواه الجماعة إلَّا البخاري وفي رواية أخرى لمسلم إذا فرغ أحدكم من التشهد
الأخير فليستعذ بالله من أربع وساق الحديث كما ساقه المصنف اهـ، وصريحه أنه بهذا اللفظ عند مسلم فقط وقد اقتصر على عزوه إلى مسلم فقط في المشكاة وفي الحصين على عزوه إليه وإلى أصحاب السنن الأربعة وابن حبان والله أعلم وقال الحافظ وقع في بعض نسخ الأذكار روينا في صحيحي البخاري ومسلم وفي بعضها في الصحيحين وفي بعضها في صحيح مسلم والسبب في ذلك أن اللفظ الذي ذكره لمسلم وحده كاللفظ الثاني