للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن مسلم بن الحارث التميمي الصحابي رضي الله عنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه أسر إليه فقال: "إذا انْصَرَفْتَ مِنْ صَلاةِ المَغْرِبِ فَقُلِ: اللهُم أجرني

مِنَ النارِ سَبعَ مَراتٍ، فإنكَ إذا قُلْتَ ذلكَ ثم مُتَّ مِنْ لَيلَتِكَ كُتِبَ لكَ جِوارٌ مِنها، وإذا صَلَّيْتَ الصبْحَ فَقُلْ كذَلكَ، فإنكَ إن مُتَّ مِن يَومِكَ كُتِبَ لَكَ جوارٌ مِنها".

ــ

في صحيحه عن مسلم بن الحارث عن أبيه الحارث بن مسلم فكأنه ترجح عنده أن الصحابي في هذا الحديث هو الحارث بن مسلم اهـ. قوله: (عنْ مسلمِ بْنِ الحَارثِ) قال في أسد الغابة مسلم بن الحارث بدل التميمي روى عنه ابنه الحارث بن مسلم قال بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية فلما هجمنا على القوم تقدمت أصحابي على فرسي فاستقبلنا النساء والصبيان يصيحون فقلت لهم تريدون أن تحرزوا قالوا نعم قلت قولوا أشهد أن لا إله إلَّا الله وأن محمدًا رسول الله فقالوها فلامني أصحابي وقالوا أشرفنا على الغنيمة فمنعتنا ثم انصرفنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه فقال لقد كتب له من الأجر من كل إنسان كذا وكذا ثم قال لي إذا صليت المغرب فقل اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إذا قلت ذلك ثم من من ليلتك كتب لك جوار منها وإذا صليت الصبح فقل مثل ذلك فإنك أن من من يومك كتب لك جوار منها ثم أسنده وقال أخرجه الثلاثة يعني ابن عبد البر وابن منده وأبو نعيم اهـ، وقد أخرج الحديث بطوله ابن حبان إلَّا أنه سماه الحارث وسمى ولده مسلمًا كما تقدم وزاد فيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له أما إني سأكتب لك كتابًا لأئمة المسلمين من بعدي أوصي بك قال فكتب لي كتابًا وختمه ودفعه إلي قال ثم أتيت أبا بكر بالكتاب ففضه وقرأه وأمر لي بعطاء ثم ختم عليه ثم أتيت عمر ففعل مثل ذلك ثم عثمان ففعل مثل ذلك قال يعني ولد الحارث ومات الحارث في خلافة عثمان فلم يزل الكتاب عندنا حتى بعث إلى عمر بن عبد العزيز فقرأه وأمر لي بعطاء وأخرجه الحافظ وغيره. قوله (أَجرْني) من

الإجارة أي احفظني. قوله: (سبع مراتٍ) ظرف لقل أي كرر ذلك سبع مرات ولعل النكتة في هذا العدد مراعاة سبعة أبواب النار أو طبقاتها أو سبعة أعضاء المتكلم بها. قوله: (جِوَارٌ) أي خلوص منها أي من النار أي دخولها أو خلوده فيها إشارة لحسن

<<  <  ج: ص:  >  >>