لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ" قال الراوي: أُراه قال فيهن: "لَهُ المُلْكُ ولهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُل شَيءٍ قدير، رَب أسألُكَ خَيرَ ما في هَذِهِ الليلَةِ وخَيرَ ما بَعْدَها وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَر ما في هذِهِ الليلةِ وَشَرِّ ما بَعْدَها، رب
أعوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ
ــ
له ثم طلب استمرار ذلك بدخوله في الليل والنهار واستعاذ مما يمنعه من الدعاء والثناء بقوله أسألك من خير هذه الليلة اهـ. قوله:(لَا إلهَ إلا الله) استئناف بياني أو تعليل أو معطوف بحذف العاطف وقال ابن حجر في شرح المشكاة هو عطف على ما قبله بتأويل ودامت الوحدانية مختصة بالله وأتى بهذه الجمل مقدمة لما أراد بعدها من الدعاء ليكون أبلغ في إجابته ودوام فائدته والكلام على قوله وحده إلى قدير تقدم في باب فضل الذكر فأغنى عن الإعادة. قوله:(خيْرَ مَا في هذِهِ الليْلةِ) أي خير ما أردت وقوعه في هذه الليلة لخواص خلقك من الكمالات الظاهرة والباطنة وإضافته إليها لكونها ظرفها أو خير ما يقتضيه أي أخيره فخير على الأخير افعل تفضيل وخير ما يقع فيها أي من العبادات التي أمرنا بها فيها أو المراد خير الموجودات التي قارن وجودها هذه الليلة. قوله:(منْ شرهَا) أي من شر أردت وقوعه فيها من شر ظاهر أو باطن ولا ينبغي حمل شر على أفعل التفضيل لأن الشر يستعاذ من أدناه أو المراد شر كل موجود الآن مما فيه شر قال ابن الجوزي والمراد باليوم في
ذكر الصباح هو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وبالليلة من غروبها إلى طلوع الفجر وقد أغرب من قال أن ذكر المساء يدخل بالزوال اهـ، وسكت عن وقت الذكر المتعلق بالصباح والذكر المتعلق بالمساء وإن كان في كلامه الإشارة إلى الأخير فعلم أن كلامه في اليوم والليلة المذكورين في أدعية الصباح والمساء وإن كان ظاهر إيراده له في هذا المقام المعنون بهما ربما يوهمه وبه يندفع قول الحرز بعد إيراده وقد سبق ما يستفاد منه أن الصحيح في هذا المقام أن يراد بالصباح أول النهار وبالمساء أول الليل كما يدل عليه لفظ اليوم والليلة صريحًا عليهما أما إرادة الليل والنهار جميعًا من الصباح والمساء كما يوهمه كلام المصنف وإن كان صحيحا بطريق الحقيقة والمجاز كما قالوا في قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إلا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (٦٢)} [مريم: ٦٢]، ولكن المراد هنا أطرافهما كما يشير إليه العنوان ويشعر به حديث من قرأ حين يصبح حفظ حتى يمسي وعكسه والله أعلم. قوله:(الكَسلِ)