للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والهرم وَسُوءِ الكِبَرِ، أعُوذُ بكَ منْ عَذَابٍ في النارِ وعَذابٍ في القَبْرِ، وإذا أصْبَحَ قال ذلك أيضًا: أصْبحنا وأصْبَحَ المُلْكُ للهِ ... ".

وروينا في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

ــ

بفتحتين التثاقل عن الطاعات مع الاستطاعة وسببه غلبة داعي الشر على داعي الخير وقال الطيبي الكسل التثاقل عما لا ينبغي التثاقل عنه ويكون ذلك لعدم انبعاث النفس للخير مع ظهور الاستطاعة وقدم على ما بعده لأنه أخف منه إذ يمكن معه من العبادات ما لا يمكن مع ما بعده. قوله: (والهرم) بفتحتين كبر السن المؤدي إلى تساقط بعض القوى أو ضعفها وهو الرد إلى أرذل العمر وتقدم في الأذكار بعد التشهد حكمة الاستعاذة منه. قوله: (وسُوءِ الكِبَر) بضم السين ويجوز فتحها وبهما قرئ عليهم دائرة السوء وهما لغتان كالكره والكره والكبر بفتح الباء قيل وهو الأصح رواية ودراية أي مما يورثه الكبر من ذهاب العقل واختلاط الرأي وغير ذلك مما يسوء به الحال وإلّا فقد ورد طوبى لمن طال عمره وحسن عمله وروي بكسر فسكون والمراد به البطر أي الطغيان عند النعمة أي ما يورثه الكبر من أرذل الناس وتضييع حقوقهم قال ابن حجر في شرح المشكاة قول الشارح يعني الطيبي الأول أشهر يعني رواية أما دراية فالثاني يفيد ما لا يفيده الأول فهو تأسيس محض بخلاف الأول فإنه إنما يفيد ضربًا من التأكيد والتأسيس خير منه اهـ. وروي من غير هذا الطريق عنه أيضًا وسوء الكفر أي سوء عاقبته والمراد بالكفر كفران النعمة فيطابق رواية الكبر بسكون الباء. قوله (منْ عذَاب ألخ) التنوين فيهما للتنكير الشامل للقليل والكثير وقال ابن حجر الهيتمي من فيه للتفخيم والتهويل وسبقه إليه الحنفي وهو بعيد لأن العذاب المستعاذ منه لا يتقيد بكونه فخيما كما هو ظاهر.

قوله: (وَرَوَينَا في صحيح مسلم الخ) قال في السلاح رواه الجماعة إلَّا البخاري وفي رواية للترمذي من قال حين يمسي ثلاث مرات أعوذ يكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضره حمة بضم المهملة وتخفيف الميم لدغة ذي حمة أي سم وقيل فوعة السم والفوعة بفتح الفاء وإسكان الواو ثم عين مهملة الحدة والحرارة كالعقرب تلك الليلة قال سهيل أهلنا تعلموها فكانوا

<<  <  ج: ص:  >  >>