جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ما لقيتُ من عقرب لدغتني
ــ
يقولونها كل ليلة فلدغت جارية منهم فلم تجد لها وجعًا وقال هذا حديث حسن اهـ. قوله:(جاءَ رجل) لم أجد من
سماه. قوله:(ما لقِيتُ) ما استفهامية أي أي شيء لقيت أي لقيت وجعًا شديدًا أو للتعجب أي أمرًا عظيمًا والخبر محذوف أي الذي لقيته لم أدعه لشدة والمراد لقيت شدة عظيمة كذا قال ابن حجر وتبعه في المرقاة ويمنعه أن ما التعجيبية لا يكون بعدها إلّا أفعل وهو مفقود هنا والله أعلم. قوله:(لدَغَتني) في شرح الجامع الصغير رأيت بخط شيخنا أبي أحمد يونس الحلبي الحنفي ما صورته: هذا ما سألني عنه بعض الإخوان عن الكشف في بعض كتب اللغة عن أربعة ألفاظ ليصير المتكلم بها على بصيرة واستيقاظ لدع بالمهملين ولذغ بالمعجمتين وبإعجام الدال وإهمال العين وعكسه، فأما الأول والثاني فقد أغفلهما في الصحاح والقاموس ولسان العرب وأساس البلاغة والمصباح المنير وغيرها من عدة كتب تصفحتها من كتب اللغة فالظاهر أن العرب أهملتهما وذكر الشيخ محمد بن عبد السلام ابن إسحاق بن أحمد الأموي في كتابه الذي ذكر فيه شرح الألفاظ الغريبة الواقعة في المختصر الفرعي في باب اللام في فصل الذال المعجمة ما نصه لذغته العقرب تلذغه لذغا وتلذاغًا فهو ملذوغ ولذيغ قلت وكأنه مستند ابن حجر في شرح المشكاة أنه بالذال والغين المعجمتين لكن قال القاري في المرقاة أنه من تحريف الكتاب المخالف للنسخ المصححة ولوجه الصواب اهـ. قال ابن يونس الحلبي الحنفي ولم أقف له يعني الأموي في ذلك على مستند وأما الثالث فمذكور في الكتب المذكورة وغيرها ففي القاموس لذع الحب قلبه كمنع آلمه والنار الشيء لفحته وفي لسان العرب اللذع حرقة كحرقة النار وقيل هو مس النار لذعته النار لذعًا لفحته وأحرقته ولذع قلبه المه ولذع الطائر رفرف ثم حرك جناحيه قليلًا وفي الأساس لذعته النار والحر فالتذع وتلذعت النار تضرمت ومن المجاز لذع الحب قلبه قال أبو داود: