التاماتِ مِنْ شَر مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّكَ". ذكره مسلم متصلًا بحديث لخَولة بنت حكيم رضي الله عنها هكذا.
ــ
وأيضًا فلا يلائم التمام في قوله التامات وفي الآخر نظر يعلم مما يأتي قريبًا. قوله:(التاماتِ) قيل هي الكاملات ومعنى كمالها أنه لا يدخلها نقص ولا عيب كما يدخل في كلام الناس وهي صفة كاشفة إذ كلماته جميعها أي أقضيته وشؤونه لا يتطرق إليها نقص بوجه كيف وهي أقضية الحكيم العليم كذا قيل وينبغي أن يكون قوله أي أقضيته أي مثلًا وقيل هي النافعات الشافيات من كل ما يتعوذ منه فينتفع بها المتعوذ وتحفظه من الآفات ويكفي ببركتها من أذى سائر المخلوقات. قوله:(متصلًا بحديثِ خَولةَ بنْتِ حكِيم) ولفظه أنها قالت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا نزل أحدكم منزلًا فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه وقد ذكره المصنف في أذكار المسافر قال يعقوب وقال القعقاع بن حكيم عن ذكوان أبي صالح عن أبي هريرة فساق الحديث قال الحافظ مدار الحديثين على يعقوب بن عبد الله بن الأشج بسندين له إلى الصحابيين فحديث خولة مقيد بنزول المنزل وقد ذكره الشيخ في أذكار المسافر وحديث أبي هريرة مطلق اهـ. بمعناه وخولة بنت حكيم خرج لها مسلم هذا الحديث فقط وخرج عنها الأربعة غير ابن ماجة وفي المرقاة وليس لها في الكتب غير هذا الحديث قال ابن الأثير وقال لها خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالح بن ذكوان بن ثعلبة بن بهية بن سليم السلمية امرأهَ عثمان بن مظعون وهي التي وهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم - في قول بعضهم وكانت صالحة وهي التي قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - إن فتح الله عليك الطائف فاعطف على باذنة بنت غيلان فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرأيت إن كان لم يؤذن في ثقيف أخرجه الثلاثة وأسند حديث الباب على عادته رحمه الله قال القرطبي بعد إيراده حديث التعوذ المذكور هذا خبر صحيح وقول صادق علمنا صدقه دليلًا وتجربة فإني منذ سمعت هذا الخبر عملت به فلم يضرني شيء إلى أن تركته لدغتني عقرب بالمهدية ليلًا