فتفكرت في نفسي فإذا بي قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات فقلت لنفسي ذامًّا لها وموبخًا ما قاله - عليه السلام - للرجل الملدوغ أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات لم يضرك شيء. قوله:(وَرَوينا في كتابِ ابْنِ السني) وكذا رواه الطبراني في
الأوسط والدارمي كلهم عن أبي هريرة أيضًا فيما يقال في الصباح والمساء كذا في الحصين وفيه عز وتثليث الذكر المذكور إلى الترمذي والدارمي وابن السني قال شارحه عن معقل بن يسار ولفظه من قاله وكل به سبعون ألف ملك يصلون عليه لكن أخرجه الحافظ من حديث أبي هريرة وقال هو عند النسائي أيضًا فعزوه إليه أولى ولفظه عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قال إذا أمسى ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق لم تضره حمة تلك الليلة قال فكان أهلنا قد تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة فلدغت جارية منهم فلم تجد لها ألمًا قال الحافظ بعد تخريجه حديث صحيح أخرجه النسائي في الكبرى من طريقين وأخرجه ابن حبان في أوائل صحيحه وقال هو والنسائي فيه في إحدى طريقيه ثلاث مرات ولم يقولا كلها وكذا أخرجه النسائي أيضًا من رواية حماد بن زيد عن سهل وقال فيه ثلاثًا ومن هذا الوجه أخرجه ابن السني عن النسائي واختلف عن سهيل في صحابي هذا الحديث ففي رواية النسائي عن سهيل عن أبيه عن رجل من أسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من قال حين يمسي فذكر مثل لفظ الحديث قبله لكن قال لم تضره لدغة عقرب حتى يصبح ولم يذكر قصة الجارية وفي رواية مالك وأخرجه النسائي أيضًا وابن ماجة أنه أبو هريرة لكن ليس فيه ثلاثًا وكلهم لم يذكروا كلها والأول رواه عن سهيل وهيب بن خالد وشعبة وابن عيينة في آخرين ورجحه الدارقطني قال الحافظ وكأنه رجح بالكثرة لكن يعارضه كون مالك احفظ لحديث المدنيين من غيره وقد رواه أبو هاشم الصراف عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أخرجه الحافظ قال الحافظ والذي يظهر لي أنه كان عند سهل على الوجهين فإن له أصلًا من رواية أبي صالح عن أبي هريرة كما تقدم في رواية مسلم وقد أخرجه النسائي من وجه آخر عن أبي هريرة مع الاختلاف في الواسطة بين الزهري وأبي هريرة وذلك كله يدل على أنه له عن أبي هريرة أصلًا اهـ. قوله: (وقَال