للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه: "أعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّاماتِ مِنْ شَر مَا خَلَقَ ثَلاثًا لَمْ يَضُرَّهُ شَيءٌ".

وروينا بالإسناد الصحيح في سنن أبي داود، والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ، قال: "قُلِ: اللهُم فاطِرَ السماوَاتِ والأرْضِ، عَالِمَ الْغَيبِ وَالشَّهَادَةِ

ــ

فيهِ الخ) لفظه قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاثًا لم يضره شيء وقد ذكر الشيخ الحديث في كتاب آداب المسافر وسيأتي فيه بعض فوائد إن شاء الله تعالى. قوله: (لَمْ يَضُره شي) قال ابن حجر في حاشية الإيضاح لا يخفى شموله حتى للنفس والهوى كغيرهما وسيأتي له مزيد في حديث عثمان رضي الله عنه.

قوله: (وَرَوَيناهُ بالإسنَادِ الصحْيح في سُننِ أَبِي دَاوُدَ) أي واللفظ له (والترمذِيّ) وكذا رواه النسائي أي في الكبرى كمَا قاله الحافظ وَالحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح الإسناد وزاد الترمذي من طريق آخر وأن نقترف على أنفسنا سوءًا أو نجره إلى مسلم كذا في السلاح وسيأتي من المصنف أن هذه الزيادة خرجها أبو داود ولعل مراده من طريق آخر لحديث أبي هريرة وما سيأتي عن أبي داود في حديث أبي مالك والله أعلم. أفاد الحافظ أن الحديث صحيح أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد من طريقين. قوله: (مُرْني بكلمَاتٍ أَقولهَا) أي دائمًا بطريق الورد. قوله: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [فاطر: ١] أي خالقهما ومبدعهما ومخترعهما على غير مثال سبق

ونصبه على أنه منادى حذف منه حرف النداء أو بدل من المنادى لا صفة له لما سبق أن اللهم لا يجوز وصفه عند سيبويه وهو المختار. قوله: (عالمَ الغَيب والشهَادَة) أي ما غاب من العباد وما ظهر لهم وقيل أي السر والعلانية وفي رواية المشكاة تقديم عالم الخ، على فاطر السموات والأرض ورواية هذا الكتاب على طبق ترتيب آي الكتاب وأما رواية المشكاة فقال شارحها قدم العلم لأنه صفة ذاتية قديمة وقدم الفاطر في الآية لأن المقام للاستدلال

<<  <  ج: ص:  >  >>