وأنْ نَقْتَرِفَ سُوءًا على أنْفُسِنا أو نَجُرَّهُ إلى مُسْلِمٍ".
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وشركه"، روي على وجهين: أظهرهما وأشهرهما: بكسر الشين مع إسكان الراء من الإشراك: أي: ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى.
ــ
لما أخرجه استظهر بقول شيخه محمد بن عوف قرأته في كتاب إسماعيل بن عياش قال الحافظ ومع ضعف محمد فقد خالفه الحفاظ عن أبيه في سنده فإنه أخرجه عن أبيه عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري ورواه سليمان بن عبد الرحمن عن إسماعيل بن عياش حدثنا محمد بن زياد الألهاني عن أبيه راشد الحبراني قال أتيت عبد الله بن عمر فقلت حدثنا حديثًا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فألقى إلي صحيفة وقال هذا ما كتب لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فنظرت فإذا فيها أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت فقال - صلى الله عليه وسلم - يا أبا بكر قل فذكر مثل رواية أبي مالك لكن ليس فيه أشهد إلى قوله إلَّا أنت وقال فيه أعوذ بك من شر نفسي والباقي سواء قال الحافظ حديث حسن أخرجه أحمد والبخاري في الأدب والترمذي والمعمري في اليوم والليلة ورجاله رجال
الصحيح إلَّا إسماعيل بن عياش ففيه مقال لكن روايته عن الشاميين قوية وهذا منها إلَّا أبا راشد الحبراني بضم المهملة وسكون الموحدة قيل اسمه أخضر وقيل النعمان وقد وثقه العجلي وقال لم يكن بالشام أفضل منه وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة العليا التي تلي الصحابة قال الحافظ وعجبت من عدول الشيخ عن هذه الطريقة القوية إلى تلك الضعيفة وبالله التوفيق اهـ. قوله:(وأَنْ نقتَرِفَ) عطف على قوله من شر نفسي واستشكل من حيث مجيء أعوذ بصيغة الإفراد ولعله في رواية أبي داود والترمذي نعوذ بك الخ. ونقترف أي نكتسب. قوله:(سوءًا أي إنما. قوله: (أَو نَجرهُ) أي ننسب السوء إلى مسلم بريء من ذلك السوء قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}[النور: ١٩] أو نضيف السوء الذي فعلناه إلى مسلم قال تعالى: ({وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (١١٢)} [النساء: ١١٢]. قوله:(وشركه هو علي الوجهين تخصيص بعد تعميم قوله (بكسر الشين الخ) وعليه فهو مصدر مضاف لفاعله أي إشراكه بأن يوقع