للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: شَرَكه بفتح الشين والراء: أي: حبائله ومصائده، واحدها: شَرَكه بفتح الشين والراء، وآخره هاء.

وروينا في "سنن أبي داود" و"الترمذي" عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ

ــ

في الشرك والكفر وإلَّا فلا يعرف في الأمم الضالة أحد يشركه مع الله تعالى وأما أن لا تعبدوا الشيطان فمعناه لا تطيعوه في عبادة غير الله ولذا قال أنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم. قوله: (والثاني بفتحِ الشين) وعليه فالإضافة محضة. قوله: (أَي حبائلهِ) واحده أحبولة وهي التي يمسك بها الصيد إذا غفل عنها أو اغتر بما فيها مما تشتهيه نفسه وغلبه على أخذه هواه فتزل قدمه ويحق ندمه والمراد بحبائله هنا تسويلاته وتزييناته التي يرى بها الباطل حقًّا والقبيح حسنًا أعاذنا الله والمسلمين من ذلك آمين. قوله: (ومصايدهِ) جمع مصيدة وهي ما يصاد بها من أي شيء كان.

قوله: (وَرَوَينَا في سُنن أَبِي دَاوُدَ والترمذِي) واللفظ له كما سيأتي وقال في السلاح رواه الأربعة والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح الإسناد وزاد في الحصين وابن أبي شيبة وقال الحافظ بعد تخريجه عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن ابان عن عثمان مرفوعًا كما ذكره المصنف إلَّا أنه قال إلَّا لم يضره شيء بزيادة إلا وقال حديث حسن صحيح أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والترمذي والنسائي في الكبرى وابن ماجة وأخرجه الحافظ عن عثمان أيضًا مرفوعًا بلفظ من قال باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاثًا لم يفجأه بلاء حتى الليل ومن قالها حين يمسي لم يفجأه بلاء حتى يصبح وقال

أخرجه أبو داود والمعمري والبزار وأخرجه ابن حبان في صحيحه قال الحافظ قال البزار لا نعلم هذا اللفظ روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلَّا عن عثمان ثم أشار إلى اختلاف في سنده وفي اسم الراوي عن أبان قال الحافظ بعد نقل كلام البزار وما فيه وللحديث طرق أخرى عند النسائي وأبي يعلى مرفوعة وموقوفة وذكر الدارقطني في العلل الاختلاف فيه قال ورواه عبد الرحمن بن أبي الزناد بسند متصل أي عن أبيه عن أبان قال وهو أحسنها إسنادًا قال الحافظ وهي الطريق التي بدأنا بها اهـ. قلت ومن تلك الطريق أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد ومن ذكر معهما ممن تقدم كما بينه الحافظ. قوله: (مَا منْ عبدٍ) من فيه زائدة للتنصيص على العموم.

<<  <  ج: ص:  >  >>