في صَبَاح كل يَوْم ومَسَاءِ كل لَيلَةٍ: بسْم اللهِ الذي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شيءٌ في الأرْضِ وَلا في السماءِ وهُوَ السمِيعُ العَلِيمُ، ثَلاثَ مَراتٍ لمْ يَضُرّهُ شَيءٌ" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، هذا لفظ الترمذي.
ــ
قوله:(في صبَاح كل يوْم الخ) قال ابن حجر في شرح المشكاة قد يقال ظاهره أن المساء من الليل كما أن الصباح من النهار لأنه من الفجر فيكون المساء بعد الغروب وهو خلاف ما صرحوا به لأنا نقول هذا مما لا دخل للقياس فيه لأن ملحظه السماع لا غير لكن الظاهر أن المراد هنا القول من أول الليل وإن فائدته الآتية لا تحصل بقوله قبل الغروب على أن تفسير ابن عباس المساء في آية ({فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧)} [الروم: ١٧] بالمغرب والعشاء يدل على أن المساء قد يطلق على ما بعد الغروب ثم ظاهر في صباح ومساء وحين يصبح وحين يمسي أنه لو قال أثناء النهار أو الليل لا تحصل له تلك الفائدة وعظيم بركة الذكر مقتضى الحصول اهـ، وتقدم في كلام الرداد أول الباب ما يؤيد قوله وعظيم الخ. قوله:(باسم الله) قيل متعلقه أصبحنا أن ذكر في الصباح وأمسينا إن قرئ في المساء وقيل متعلقه أستعين وأتحفظ من كل مؤدٍ. قوله:(لَا يُضر معَ اسمهِ شَيْءٌ) أي لا يضر مع ذكر اسمه باعتقاد حسن ونية صالحة شيء من طعام أو عدو من حيوان أو غيره في العالم السفلي المشار إليه بالأرض والعالم العلوي المشار إليه بقوله ولا في السماء بإعادة لا لتأكيد النفي وذكر السماء ولأرض لأن المخلوق لا يخلو عنهما وفيه إيماء إلى تنزيه البارئ عن المكان وإن غيره لا يحدث نفعًا ولا ضرًّا في شأن ولا زمان. قوله:(ثلاثَ مراتٍ) ظرف يقول. قوله:(لا يضر مع اسمه شيء) وفي السنن عقبه من رواية أبي داود الطيالسي وكان أبان وهو ابن عثمان قد أصابه طرف فالج فجعل رجل منهم ينظر إليه نظرًا شديدًا فقال له أبان أتعجب من هذا الحديث كما حدثتك والله ما كان علي يوم إلَّا وأنا أقوله إلّا اليوم الذي أصابني فيه فإني أنسيت لموضع القضاء وفي شرح الجامع الصغير للعلقمي نقلًا عن القرطبي هذا خبر صحيح وقول صادق علمنا دليله دليلًا وتجربة فإني منذ سمعته عملت به فلم يضرني شيء إلى أن تركته فلدغتني عقرب بالمدينة ليلًا فتفكرت فإذا أنا قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات قال الدميري روينا عن الشيخ فخر