للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية أبي داود: "لَمْ تُصِبْهُ فَجْأةُ بَلاء".

ــ

الدين عثمان بن محمد التوزي قال كنت يومًا أقرأ على شيخ لي بمكة من الفرائض أفبينما نحن جلوس إذا بعقرب يمشي فأخذها الشيخ وجعل يقلبها في يده فوضعت الكتاب فقال لي اقرأ فقلت حتى أتعلم هذه الفائدة فقال لي هي عندك قلت ما هي قال من قال حين يصبح ويمسي باسم الله الخ، وقد قلتها أول النهار اهـ، وفي تاريخ علماء

القيروان في ترجمة البهلول عنه قال أقمت ثلاثين سنة أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء الخ. فلما كان في يومي مع العكي نسيت أن أقولها فبليت به قلت وذلك أنه ضربه نحو عشرين سوطًا فكان سبب موته قال أبو عثمان إني لأقولها كل صباح ومساء خمسين مرة مذ كم شاء الله من الدهر اهـ، ولعل أبا عثمان ممن يرى أن الزيادة في مثل ذلك لا تضر في حصول الفائدة أو زاد ذلك للاحتياط ليكون من الإتيان بالعدد الوارد على نفسه. قوله: (وفي روَايةِ أَبِي دَاوُدَ الخ) تقدم في كلام الحافظ تخريجه لكن بلفظ لم يفجأه بلاء وقال أخرجه أبو داود والمعمري والبزار. قوله: (فجأَةُ بلاءٍ) هو بضم الفاء ممدود كما في أصل مصحح وقيل بفتح الفاء وإسكان الجيم وكذا هو مضبوط في أصل معتمد مقابل على نسخة ابن العطار وفي مختصر النهاية فجأه الأمر وفجئه فجاءة بالضم والمد وفجأة بالفتح وسكون الجيم من غير مد وفاجأه مفاجأة أي إذا جاءه بغتة من غير تقدم سبب اهـ، وفيه إشارة إلى أن المراد بالفجاءة ما يفجأ به والمصدر بمعنى اسم المفعول أعم من أن يكون بالمد وغيره وبه يظهر حكمة التقجيد بالفجاءة إذ ما يطرق من البلاء من غير مقدمات له اقطع واعظم من الذي يأتي على التدريج فكأنه قال لم يصبه بلية عظيمة لأن المؤمن لا يخلو من علة أو قلة أو ذلة قال ابن حجر وقد يفهم من ذاك انتفاء هذا أي ما يأتي على التدريج بالأولى اهـ، وفيه ما لا يخفى ثم رأيت صاحب المرقاة تعقبه بأنه لا دليل عليه فهو مسكوت عنه قيل ويمكن أن تكون هذه الرواية وهي المخصوصة بمضرة الفجاءة تكون مفسرة ومبينة لعموم المضرة المذكورة في الرواية المتقدمة أو المراد بنفي المضرة عدم الجزع والفزع في البلية جمعًا بين الأدلة اهـ، وفي الأول أن المذكور في الرواية الثانية بعض أفراد الغام وهي لا تخصصه وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>