وروينا في كتاب الترمذي، عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قال حينَ يُمسِي: رَضِيتُ بالله رَبًا، وبالإسْلامِ دِينًا، وَبمُحَمدٍ - صلى الله عليه وسلم - نَبيًّا، كانَ حَقًّا على اللهِ تعالى أن يُرْضيَهُ". في إسناده سعيد بن المرزبان أبو سعد البقال بالباء، الكوفي مولى حذيفة بن اليمان، وهو ضعيف باتفاق الحفاظ، وقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، فلعله صحَّ عنده من طريق آخر.
ــ
الثاني أنه صرف اللفظ عن ظاهره من غير قرينة ولا داع إليه والله أعلم. قوله:(رَوَينَا في كتاب الترمذِي الخ).
قال الحافظ حديث حسن. قوله:(رضِيتُ بالله ربًّا) تمييز أي رضيت ربوبيته والمراد بالرضا على وجه التحقيق والرضا بالله ربًّا يشمل الرضا بالأحكام الشرعية والقضايا الكونية وفي الخبر من لم يرض بقضاي فليتخذ له ربًّا سواي. قوله:(وَبمُحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - نبيًّا) أي بنبوته ويلزم قبول مراتب الإيمان الإجمالية. قوله:(وبالإسْلام دِينًا) أي بدين الاسلام وهو ملة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام وفيه التبري عن نحو اليهودية والنصرانية. قوله:(كانَ حقًّا عَلَى الله أَنْ يُرْضيَه) أي واجبًا عليه لوعده الذي لا يخلف إرضاؤه بإعطائه المرضى عنه من واسع فضله ما يرضى به فحقًّا خبر كان مقدمًا وأن ومدخولها اسمها. قوله:(وهوَ ضعِيفٌ باتفَاقِ الحُفاظِ) قال أبو حاتم في كتاب الجرح والتعديل أنه كثير الوهم فاحش الخطأ ضعفه يحيى بن معين وقال أبو إسحاق الطالقاني سألت عنه ابن المبارك فقال
كان قريب الإسناد وكتبنا عنه لقرب إسناده ولولا ذلك لم نكتب عنه شيئًا اهـ، وقال الحافظ نقل الاتفاق على تضعيف أبي سعد البقال فيه نظر فقد نقل العقيلي أن وكيعًا وثقه وقال أبو هاشم الرفاعي حدثنا أبو أسامة حدثنا أبو سعد البقال وكان ثقة وقال أبو زرعة الرازي لين الحديث صدوق لم يكن يكذب وقال زكريا الساجي صدوق وأخرج له البخاري في الأدب المفرد نعم ضعفه الجمهور لأنه كان يدلس وتغير بأخرة اهـ. قوله:(هذَا حدِيث حسن صحيح غَريبٌ) لم يذكر في السلاح عنه قوله صحيح ولعله ساقط