فيقول:"نبيًّا ورسولا" ولو اقتصر على أحدهما كان عاملًا بالحديث.
وروينا في
ــ
وقال ابن عساكر في تاريخه ومن مواليه عليه الصلاة والسلام أبو سلمى ويقال أبو سلام وهو راعي النبي - صلى الله عليه وسلم - واسمه حريث فعلى هذا يحتمل أن يكون الرجل المبهم في الحديث هو ثوبان ويحتمل أن يكون أبا سلمى وأما ابن ماجة فرواه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشير عن مسعر عن أبي عقيل عن سابق عن أبي سلام خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذا أورده أبو عمر في الاستيعاب من هذا الوجه وقال هذا هو الصحيح في إسناد هذا الحديث ثم قال ورواه وكيع عن مسعر فأخطأ في إسناده فجعله عن مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلامة عن سابق خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذا في أبي سلام أبي سلامة فأخطأ أيضًا وقال في ترجمة سابق ولا يصح سابق في الصحابة وقد ذكر ابن عساكر في الأشراف في مسند أبي سلمى راعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الحديث من رواية ابن ماجة عن أبي سلام كما أوردناه وقال كذا في كتابي وفي نسخة أخرى عن أبي سلامة والصواب أبو سلمى وأما رواية الحاكم فهي من طريق شعبة كرواية أبي
داود والنسائي إلَّا أنه قال عن أبي سلام سابق بن ناجية قال كنا جلوسًا في مسجد حمص الحديث فجعل أبا سلام سابقًا وهذا غريب مخالف لجميع ما تقدم والله أعلم اهـ. وقال الحافظ رواية شعبة ومن وافقه ارجح من رواية مسعر أي وإن صححها ابن عبد البر لأن أبا سلام ما هو صحابي هذا الحديث بل هو تابعي شامي معروف واسمه ممطور أخرج له مسلم وغيره وهو بتشديد اللام وخادم النبي - صلى الله عليه وسلم - المذكور هنا لم يقع التصريح بتسميته وجوز ابن عساكر أنه أبو سلمى راعي النبي - صلى الله عليه وسلم - واسمه حريث وقد جاءت الرواية عنه من طريق أبي سلام عنه عند النسائي في حديث آخر ولست استبعد أن يكون هو ثوبان المذكور أولًا وهو ممن خدم النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضًا ولأبي سلام عنه عدة أحاديث عند أبي داود ومسلم وغيرهما اهـ، وفي قول الشيخ بأسانيد نظر فإن الحديث ليس له عند أبي داود والنسائي وغيرهما سوى إسناد واحد ثم بين ذلك بنحو ما تقدم في كتاب السلاح. قوله:(فيقولَ نبيًّا رسُولًا) أي أو يقول ورسولًا بواو العطف لأن المراد إثبات الوصفين له عملًا بقضية الخبرين وقدم نبيًّا على رسولًا مع أن الأخير رواية الجميع لتقدم وصف النبوة على الرسالة في الوجود أو لإرادة العموم والخصوص.