للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُشْهِدُكَ وأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلائِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أنَّكَ أنْتَ الله الذي لا إلهَ إلا أنْتَ، وأن مُحَمدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، أعْتَقَ اللهُ رُبُعَهُ مِنَ النارِ، فَمَنْ قَالهَا مرَّتَين أعْتَقَ الله نِصْفَهُ مِنَ النارِ، وَمَنْ قالهَا ثَلاثًا أعْتَقَ الله ثَلاثةَ أرْبَاعِهِ، فإن قالهَا أرْبَعًا أعْتَقَه الله تعَالى مِنَ النارِ".

ــ

من حديث أبي سعيد عند الطبراني في الدعاء وفيه من قالها أربعًا كتب الله له براءة من النار وسنده ضعيف وفيه أيضًا عن سلمان في المعجم الكبير اهـ. كلام الحافظ. قوله: (أُشْهِدُكَ) بضم الهمزة من الإشهاد أي أجعلك شاهدا على إقراري بوحدانيتك في الألوهية والربوبية وهو إقرار للشهادة وتأكيد لها في كل صباح ومساء وغرضه من نفسه أنه ليس من الغافلين عنها. قوله: (حَملةَ عَرشِكَ) أي المقربين في حضرتك وخدمتك. قوله: (وملائِكَتَكَ) بالنصب عطف على حملة تعميم بعد تخصيص أي وأشهد جميع ملائكتك سائرهم وباقيهم الداخل فيهم الكرام الكاتبون والحفظة الحاضرون. قوله: (وجميعَ خَلقِكَ) أي مخلوقاتك تعميم آخر للتعميم والتكميل. قوله: (أنكَ) بفتح الهمزة أي على شهادتي واعترافي بأنك أنت الله الواجب الوجود. قوله: (أَعتَقَ الله رُبُعَهُ منَ النَّارِ الخ) قال ابن العماد في كشف الأسرار عما خفي من الإنكار ما الحكمة على ترتيب العتق على قول ذلك أربع مرات قيل لأنه أشهد الله وحملة عرشه وملائكته وجميع خلقه فعتق الله بشهادة كل شاهد ربعه وهذا كما أن الإنسان يهدر دمه إذا شهد عليه أربعة في الزنى كذلك يعصم الله دم هذا من النار إذا شهد أربعة على إيمانه وقال بعض الأشياخ تكريره هذه الكلمات أربع مرات يبلغ حروفها ثلثمائة وستين حرفًا وابن آدم مركب من ثلثمائة وستين عضوًا فعتق الله منه بكل حرف منها عضوًا من أعضائه فإذا قالها مرة أعتق الله ربعه وهذا إنما يكون على الرواية الأخرى وهي أنت الله لا إله إلَّا أنت بإسقاط الذي أما بإثباته فيبلغ فوق ذلك اهـ. والجواب الأخير حسن أما الجواب الأول فقضيته أن يحصل التكفير بقول ذلك مرة واحدة لأنه أشهد أربعة وبكل شاهد يعتق منه ربع. ولعل من حكمة ذلك أن عدة كلمات الذكر أي بزيادة وحدك لا شريك لك أربعة وعشرون عدد

<<  <  ج: ص:  >  >>