حديث يحيى بن صالح الوحاظي عن سليمان فقال عن ابن غنام ولم يذكر اسمه اهـ. قوله (ما أَصبحَ) ما فيه شرطية. قوله:(منْ نعمةٍ) من فيه زائدة لتأكيد العموم وتصييره قطعيًّا بعد أن كان ظنيًّا. قوله:(وحدَك) حال من الضمير المتصل من قوله فمنك أي فهو حاصل منك منفردا قال الطيبي الفاء جواب الشرط أي رابطة للجواب بالشرط كما في قوله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}[النحل: ٥٣] ومن شرط الجزاء أن يكون مسببًا عن الشرط ولا يستقيم في الآية إلا بتقدير الإخبار والتنبيه على الخطأ وهو أنهم كانوا لا يقيمون بشكر نعم الله بل يكفرونها بالمعاصي فقيل لهم إني أخبركم أن ما التبس بكم من نعمة فهو سبب لأني أخبركم أنها من الله تعالى حتى تقوموا بشكرها والحديث بعكس الآية أي إني أعترف بأن كل النعم الحاصلة الواصلة من ابتداء الحياة إلى انتهاء دخول الجنة فمنك وحدك فأوزعني أن أقوم بشكرها ولا أشكر غيرك فيها اهـ. ثم قوله إلى انتهاء دخول الجنة المراد به التأبيد لا التقييد وقال ابن حجر الآية والحديث على حد سواء في أن ما بعد الفاء ليس هو الجواب الحقيقي إنما هو دال عليه والجواب الحقيقي فاشكروه وحده لأن ذلك منه وحده فقوله فمن الله أو فمنك سبب الجواب لا هو والشكر متسبب عن وصول النعم الينا فالآية
والحديث على حد سواء اهـ. قوله:(فلَكَ الحمد الخ) تقرير للمطلوب ولذا قدم الخبر على المبتدأ في الجملتين المفيد للحصر أي إذا كانت النعمة مختصة بك فهأنا أنقاد لك وأخص الحمد والشكر لك قائلًا لك الحمد لا لغيرك ولك الشكر لا لأحد سواك. قوله:(مثْلَ ذلِكَ) أي لكن بإبدال أصبح بأمسى. قوله:(فَقَدْ أَدَّى شكْرَ لَيْلتِه) هذا يدل على أن الشكر هو الاعتراف بالمنعم الحقيقي ورؤية كل النعم دقيقها وجليلها منه وكماله أن يقوم بحق النعم ويصرفها في مرضاة المنعم.
قوله:(وَرَوَينَا بالأَسانيدِ الصحيحةِ) قال الحافظ بعد تخريجه حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث