للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في سنن أبي داود، والنسائي، وابن ماجه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يَدَعُ هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهُم إني أسْألُكَ العافية في الدنيَا والآخِرَةِ، اللهُم

ــ

عبادة بن مسلم إلَّا بهذا السند أي جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم أنه كان جالسًا عند ابن عمر فقال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه حين يصبح وحين يمسي لم يدعه حتى فارق الدنيا أو حتى مات اللهم إني أسألك العفو إلى آخره وقول الشيخ بالأسانيد الصحيحة يوهم أن له طرقًا عن ابن عمر كذلك وليس وأخرجه أحمد والنسائي والحاكم كلهم عن عبادة قال ووجدت له شاهدًا من حديث ابن عباس أخرجه البخاري في الأدب المفرد وفي سنده راو ضعيف اهـ. قوله: (في سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ) قال في السلاح واللفظ له ورواه الحاكم أيضًا في المستدرك وقال صحيح الإسناد وابن حبان في صحيحه. قوله: (لَمْ يكُنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - يدَعُ هؤُلاءِ الدعَواتِ) أعربه في المرقاة شرح المشكاة أن كان فيه ناقصة وجملة يدع خبرها أي لم يكن تاركًا لهن في هذين الوقتين بل يداوم عليهن وخالف ابن حجر فقال الظاهر أن يكن تامة وأن يدع جملة حالية من الفاعل أي لم يوجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حال كونه تاركًا لها حين يمسي وحين يصبح اهـ، ونوقش بأن فيه ركاكة في المعنى مع قطع النظر عن ظهور نقصان الكون وخفاء تمامه قال ابن حجر وقال الشيخ يعني الطيبي أخذًا من كلام الكشاف لم يكن يدع هؤلاء أي لا يتأتى منه ذلك ولا يليق بحاله أن يدعها اهـ، وفيه نظر ظاهر بل يتأتى منه تركها ويليق بحاله لبيان جواز الترك الواجب عليه أو للاشتغال بما هو أهم منها اهـ، وتعقب بأنه قد تقدم في تقرير مثله من التصريح بمداومته على هذه الدعوات ومراد كل منها المبالغة في المواظبة عليها كما يستفاد من الرواية وإلَّا فمن الإجماع المعلوم بالضرورة أن قراءة هذا الذكر لم تجب عليه في وقت فلا يناسب قوله بل يتأتى منه تركها إلى آخره والله أعلم. قوله: (اللهم الخ) هو بيان الكلمات. قوله: (العافِيةَ) أي السلامة من الآفات الدينية والنقائص الحسية والمعنوية والحادثات الدنيوية أي عدم الابتلاء بها والصبر بقضائها ولجمع العافية لذلك كان الدعاء بها أجمع الأدعية وكأنه السبب في قوله - صلى الله عليه وسلم - للعباس لما سأله أن يعلمه دعاء يا عم سل

<<  <  ج: ص:  >  >>