رَوْعَاتي، اللهُم احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفي، وَعَنْ يَمِينِي، وعَنْ شِمالي، ومِنْ فَوْقي، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَال مِنْ تَحْتي" قال وكيع: يعني الخسف. قال الحاكم أبو عبد الله: هذا حديث صحيح الإسناد.
ــ
العورة وشر ملابس التقوى ما أشهر العورة اهـ، والمعنى استر عورتي التي يسوءني كشفها وسبق فيما يقول إذا لبس ثوبًا جديدًا معنى العورة شرعًا وما يتعلق بها ومنه أنه قرئ عورات بفتح الواو وبه يندفع قول الحرز أنه بإسكان الواو وفتحها من لحن العامة. قوله:(رَوْعاتي) أي فزعاتي التي تخيفني أي ارفع عني كل خوف يقلقني ويزعجني وإيرادهما وما قبله بصيغة الجمع في هذه الرواية إشارة إلى كثرتها وبالأمن منها يتم كمال الإنسان وينعدم منه الإساءة والنقصان. قوله:(احفَظْني) أي ادفع عني البلاء من جهاتي الست لأن كل بلية تصل للإنسان إنما تصله من أحدها وهي ما تضمنها قوله من بين يدي الخ، وبالغ في جهة السفل لرداءة الآفة أشار إليه الطيبي. قوله:(وعَنْ يَمينيِ وعَنْ شِمالي) قال البيضاوي في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ
خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} [الأعراف: ١٧]، إنما عدي الفعل إلى الأولين بحرف الابتداء لأنه منها متوجه إليهم وإلى الأخيرين بحرف المجاوزة فإن الآتي منهما كالمنحرف عنهم المار على عرضهم ونظيره قوله جلست عن يمينه اهـ، وقال ابن عباس في الآية من بين أيديهم من قبل الآخرة ومن خلفهم من قبل الدنيا وعن أيمانهم وعن شمائلهم من جهة حسناتهم وسيئاتهم اهـ. قوله:(أَنْ أُغتَال) أي أوخذ غيلة (منْ تَحتي) لرداءة آفتها ولا يخفى حسن موقع عظمتك وأغتال مبني للمجهول قال زين العرب والاغتيال هو أن يخدع ويقتل في موضع لا يراه فيه أحد. قوله:(قَال وكيع) وهو ابن الجراح قال الحافظ لما أخرج الحديث إلى قوله أغتال من تحتي قال جبير وهو الخسف قال عبادة فلا أدري أهو من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -أو من قول جبير يعني هل فسره من قبل نفسه أو رواه قال الحافظ وكأن وكيعًا لم يحفظ هذا التفسير فقاله من نفسه اهـ. قوله:(يعني) أي يريد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالاغتيال من التحت الخسف في القاموس خسف الله بفلان الأرض غيبه