شرعيًّا لا لغويًّا أي مطلق النظافة لأن القصد أن يكون عند النوم على أكمل الأحوال وهو الطهارة الشرعية ليكون ذكره على أكمل الأحوال وكذا نومه وإذا كان النوم كذلك حفظ فيه الإنسان من الشيطان والثقل والكسل الموجبة لقوة استيلائه عليه ودوامه معه المقتضية لتفويت مهمات أوقاته وأفاضل أعماله فيرجع الآخرة بخفي حنين ولا يظفر من الأعمال بأثر ولا عين. قوله:(ثم اضْطجِع عَلَى شِقكَ الأَيمَنِ) قال القاضي عياض.
فائدة
الاضطجاع على الشق الأيمن لئلا يستغرق في النوم لتعلق القلب الذي هو في جهة اليسار
حينئذٍ إلى جهة اليمين وقلق النفس من ذلك بخلاف قراره في النوم على اليسار ودعة النفس إلى ذلك اهـ. أي فإنه يثقل النوم حينئذٍ ويطول زمنه والنوم على اليسار وإن أهني لكنه مضر بالقلب بسبب ميل الأعضاء إليه فتنصب المواد فيه هذا بالنسبة إليه فلا فرق في حقه بين الأيمن والأيسر لأن قلبه الشريف لا ينام إنما كان يؤثر الأيمن لأنه كان حما التيمن في شأنه وليعلم أمته قال المحقق أبو زرعة اعتدت النوم على الأيمن فصرت إذا فعلت ذلك كنت في دعة وراحة واستغرقت وإذا نمت على الشق الأيسر حصل عندي قلق وعدم استغراق في النوم فالأولى تعليل النوم على الأيمن بتشريفه وتكريمه وإيثاره على الأيسر اهـ، وحكى المناوي شارح الشمائل عن نفسه مثل ذلك والله أعلم، وأردأ النوم على الظهر بخلاف مجرد الاستلقاء عليه من غير نوم وأردأ منه النوم مبطحًا على الوجه روى ابن ماجة أنه - صلى الله عليه وسلم - لما مر بمن هو كذلك في المسجد ضربه برجله وقال قم واقعد فإنها نومة جهنمية. قوله:(أَسملتُ نَفسِي) أي ذاتي (إِليكَ) أي رضيت بأن تكون تحت مشيئتك تتصرف فيها بما شئت من إمساكها أو إرسالها وهذا أنسب من قول الطيبي هذا إشارة إلى أن جوارحه منقادة لله تعالى في أوامره ونواهيه اهـ. أي لأن المقام مقام للمنام وهو لا نكليف فيه حتى يذكر الأمر والنهي المحضين بمقامه ووجه. في المرقاة كلام الطيبي بأن التكاليف عند إرادة النوم أو بعد الاستيقاظ أن لا يتوهم أنه حال النوم وعلى الأول ففيه إشارة لطيفة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يتوب إلى الله تعالى وقت النوم لينام مطيعًا قال في المرقاة ويؤيده أن الطيبي قال في قوله وفوضت أمري إليك فيه إشارة إلى أن الأمور الخارجة