للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرْض وَرَب العَرْشِ العَظِيم، رَبَّنا وربَّ كل شَيءٍ، فالِقَ الحَب والنوى، مُنْزِلَ التَّورَاةِ والإنجيلِ والقُرآنِ، أعُوذُ بكَ مِنْ شَر كُل ذِي شَرٍّ أنْت آخِذَ بناصِيَتِهِ؛ أنْتَ الأوَّل فَلَيسَ قَبْلكَ شَيء، وأنْت الآخِرُ فليسَ بَعْدَك شَيءٌ، وأنْتَ الظَّاهِرُ فلَيسَ فوْقَكَ شَيءٌ، وأنْتَ البَاطِنُ

ــ

مسلم السبع (والأَرْضِ) أي خالقهما أو مربي أهلهما. قوله: (العَظِيم) بالجر صفة العرش وهو أبلغ وبالنصب نعت الرب. قوله: (ربنا) هو وما بعده بالنصب كما قبلهما على النداء أو على الوصف. قوله: (ورَبَّ كُل شَيْءٍ) تعميم بعد تخصيص. قوله: (فالِقَ الحَب والنَّوى) أي يشق حب الطعام ونوى التمر للإنبات ومثله نوى غيرهما والتخصيص لفضلهما أو لكثرة وجودهما في ديار العرب. قوله: (مُنْزِلَ التَّوراةِ الخ) من الانزال ويحتمل التنزيل ولم يذكر الزبور لأنه ليس فيه أحكام إنما هو مواعظ للأنام. قوله: (من شَرِّ كلِّ ذِي شرٍّ الخ) في رواية لمسلم من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها (أَنتَ الأول) أي بلا ابتداء. قوله: (فليسَ قَبلَكَ شيء) تقرير للمعنى السابق وذلك أن قوله أنت الأول مفيد للحصر بقرينة تعريف الخبر باللام فكأنه قال أنت مختص بالأولية فليس قبلك شيء وعلى هذا. قوله: (وأَنتَ الآخِرُ) أي بلا انتهاء وقال ابن الجزري الباقي بعد فناء الخلق كله ناطقه وصامته. قوله: (وأَنتَ الظاهرُ) أي بالصفات وقال ابن الجزري أي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه. قوله: (فليسَ فوقَك شيء) أي فوق ظهورك شيء من الأشياء الظاهرة وقيل ليس فوقك شيء أي لا يقهرك شيء. قوله: (وأَنتَ الباطِنُ الخ).

قال القرطبي تضمن هذا الدعاء من أسمائه تعالى ما تضمنه قوله تعالى: ({هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ} [الحديد: ٣] وقد اختلفت غبارات العلماء في ذلك وأرشق عباراتهم قول من قال الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء والظاهر بلا اقتراب والباطن بلا احتجاب وقيل الأول بلا بداء والآخر بلا فناء والظاهر بالايات والباطن عن الإدراكات وقيل الأول القديم والآخر الباقي والظاهر

<<  <  ج: ص:  >  >>