وفي رواية أبي داود: "اقْضِ عَني الدَّين، وأغنِني مِنَ الفَقْرِ".
وروينا بالإسناد الصحيح، في سنن أبي داود، والنسائي، عن عليّ رضي الله عنه،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول عند مضجعه: "اللهُم إني أعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وكَلِماتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ ما أنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللهُم أنْتَ تَكْشِفُ المَغْرَمَ والمأثمَ، اللَّهُم لَا يُهْزَمُ جُنْدُكَ، ولا يُخْلَفُ وَعْدُكَ، ولا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ، سبْحانَكَ اللهُمَ وبِحَمْدِكَ".
وروينا في "صحيح مسلم" وسنن أبي داود، والترمذي، عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه قال: "الحَمْدُ لِلَهِ الّذِي أطْعَمَنا وسَقانا وكفانا وآوانا،
ــ
الغالب والباطن الخفي اللطيف الرفيق بالخلق وهذا القول يناسب الحديث وهو بمعناه. قوله:(فليسَ دونك شيء) أي لا شيء ألطف منك ولا أرفق وقال بعضهم ومع كونه يحتجب عن أبصار الخلائق وأوهامهم فليس دونه ما يحجبه عن إدراكه شيئًا من خلقه. قوله:(الدَّينَ) يحتمل أن يراد به هنا حقوق الله أو حقوق العباد كلها من جميع الأنواع. قوله:(وأَغْننا من الفقرِ) أي الاحتياج إلى الخلق أو من فقر القلب بالاستغناء عنهم وقد قيل إن هذا الدعاء لطلب الرزق وسئل أبو علي الدقاق عن الفقر والغنى أيهما أفضل فقال الأفضل عندي أن يعطى الرجل كفايته ثم يصان فيه. قوله:(وفي روايةِ أبي دَاوُدَ) قال الحافظ وكذا في رواية الترمذي وابن ماجة اهـ. وهي عند ابن أبي شيبة كما في الحرز. قوله:(في سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ) قال في السلاح واللفظ له وفي الحصين ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن علي أيضًا
وتقدم الكلام على هذا الحديث في باب أذكار الصباح والمساء بما يغني عن إعادته. قوله:(وَرَوَينا في صَحِيح مُسلم الخ) وكذا رواه النسائي كما في السلاح والحصن زاد الحافظ وأخرجه أحمد وأبو داود والترمذي. قوله:(وكفانَا) أي دفع عنا شر المؤذيات أو كفى مهماتنا وقضى حاجاتنا فهو تعميم بعد تخصيص. قوله:(وآوانا) قال المصنف بالمد على الأفصح