للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النديُّ: القوم المجتمعون في مجلس، ومثله النادي، وجمعه: أندية. قال: يريد بالنديّ الأعلى: الملأ الأعلى من الملائكة.

وروينا في سنن أبي داود، والترمذي، عن نوفل الأشجعي رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ ({قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} [الكافرون: ١]، ثم نَمْ على خاتِمَتها

ــ

في ولعل إيراد في ليقبل الاحتمالين ونوقش في دعوى الأبلغية بالمنع لأنه إذا صار

واحدًا منهم فصدق عليه أنه مندرج فيهم بل الأبلغ في تحصيل المقصود أن يقال منهم لأنه قد يكون الشخص فيهم وإن لم يكن منهم إلَّا أن المبالغة في التواضع بقي أكثر مما في التواضع بمن ونظيره قوله - صلى الله عليه وسلم - واحشرني في زمرة المساكين إذ فيه من أنواع التواضع ما لا يخفى والتحقيق أن جعل متعد بنفسه لمفعولين فإيراد في لتضمين الجعل معنى الإيقاع كما في قوله: يجرح في عراقيبها نصلي. أو بتضمينه معنى الإدخال كما مثل ابن حجر بقوله نظير أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين وبه يندفع قول صاحب المرقاة وبهذا أي أنه على تضمين جعل معنى أوقع يبطل قوله ونظيره قوله وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين إذ ليس مثله لفظًا ولا معنى وفي الحرز يعمل المرام في المقام أن هذا دعاء بمنزلة الحكم الذي رتب على الوصف المناسب فإنه لما جعل النوم والاستراحة يستعين بها على طاعته والتجنب عن معاصيه طلب أن يعينه تعالى على طلبه من فك الرهبان وخذلان من ذنوبه من الشيطان والنفس الأمارة ثم طلب ما هو المعنى الأسنى والمقام الزلفى والندي الأعلى والزيادة الحسنى اهـ. قوله: (النديِ القَوْمُ المُجتَمِعُونَ) قيل أصله المجلس ويقال للقوم أيضًا وقال الطيبي الندي يطلق على المجلس إذا كان فيه القوم فإذا تفرقوا لم يكن نديا ويطلق على القوم اهـ.

قوله: (في سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ الخ) قال في الحصين ورواه النسائي وابن حبان والحاكم في المستدرك من حديث نوفل ورواه الطبراني من حديث جبلة بن حارثة أخي زيد بن حارثة وله صحبة قال في السلاح وليس لنوفل في الكتب الستة غير هذا الحديث وذكره ابن الأثير في أسد الغابة وقال يكنى أبا فروة ثم ذكر حديث الباب وذكر أنه مضطرب الإسناد وكذا

<<  <  ج: ص:  >  >>