للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنها بَرَاءٌ من الشرك".

وفي مسند أبي يعلى الموصلي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أدُلُّكُمْ على كلمةٍ تُنْجيكُمْ مِنَ الإشْراكِ بالله عز وجَل، تقرؤونَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} عند منامكم".

وروينا في سنن أبي داود والترمذي،

ــ

قال ابن عبد البر حديثه في {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} [الكافرون: ١] مضطرب الإسناد وقال الحافظ بعد تخريجه حديث حسن أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وأخرجه ابن حبان في صحيحه وفي سنده الاختلاف كثير على أبي إسحاق السبيعي فلذا اقتصرت على تحسينه اهـ. قوله: (فإِنها بَرَاءَة مِنَ الشرْكِ) أي توجب لقارئها الأمن والنجاة من الإشراك بالله تعالى لما اشتملت عليه من سلب الألوهية عما سوى الله تعالى وإثباتها له دون غيره مع التزام ذلك والدوام عليه المستفاد من "ولي دين" إنه قد برئ من، من اعتقاد شريك لله تعالى في ذاته أو صفته أو فعله لأنه تنزه عن كل سمة من سمات النقص بل من السمات التي فيها أدنى شائبة من الشوائب التي لم تصل إلى أعلى غاياته.

قوله: (وفي مُسْنِدِ أَبِي يَعْلَى المَوصلِيِّ الخ) قال الحافظ بعد تخريجه من طريق أبي نعيم في الحلية حديث غريب وجبارة أي بضم الجيم وبالموحدة متروك اتهمه ابن معين وقال ابن نمير كان لا يتعمد وشيخ جبارة في هذا الحديث الحجاج بن تميم الجزري قال فيه النسائي ليس بثقة قال الحافظ لكن يشهد للمتن حديث نوفل الذي قبله اهـ. قوله: (كلِمَةٍ تُنْجيكُمْ) إسناد مجازي إذ قراءتها تسبب الإنجاء من ذلك بمقتضى الوعد الذي لا يخلف الذي أعرب عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلا ينافي حديث لن يدخل أحدكم الجنة بعمله.

قوله: (وَرَوَينْا في سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ والترمِذِيّ) ورواه النسائي أيضًا كما في الحصين والسلاح وزاد قال الترمذي واللفظ له حديث حسن غريب وقال النسائي قال معاوية يعني ابن صالح إن بعض أهل العلم كانوا يجعلون المسبحات ستًّا سورة الحديد والحشر والحواريين وسورة الجمعة والتغابن و ({سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)} [الأعلى: ١]، وقال الحافظ بعد تخريجه حديث حسن أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي ووقع في رواية

<<  <  ج: ص:  >  >>