ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وشَيطانٌ، فقال المَلَكُ: اللهُم اخْتِمْ بِخَيرٍ، فقال الشَّيطانُ: اخْتِم بِشَرٍّ، فإن ذَكَرَ الله تعالى ثم نامَ، باتَ المَلَكُ يَكْلَؤهُ".
وروينا فيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول إذا اضطجع للنوم: "اللهُم باسْمِكَ رَبي وضَعتُ جَنْبي فاغفِرْ لي ذَنْبِي".
ــ
وهو على كل شيء قدير وقال ابن السني رواه حديثًا مستقلًا فاقتصر الشيخ نفع الله به على عزوه إليه والله أعلم، ونازع الحافظ فيما قال الحاكم من أنه على شرط مسلم بأن مسلمًا لا يخرج لأبي الزبير الأصرح فيه بالسماع عن جابر أو كان له فيه متابع وهذا لم أره من حديث أبي الزبير عن جابر إلَّا بالعنعنة ثم قال وعجبت للشيخ في اقتصاره على عزوه لابن السني وهو في هذه الكتب المشهورة اهـ. قوله:(ابْتدَرَ) أي تسارع إليه. قوله:(فَيقُول المَلكُ) أي لكونه راعيًا للخير الذي جبله عليه (اخِتمْ) أي عملك (بخَيرٍ) ولذاكره الكلام بعد صلاة العشاء إلَّا في خير لتكون الصلاة خاتمة عمله فيكون ذلك سببًا لبلوغ أمله. قوله:(يكلؤُهُ) بفتح اللام وضم الهمزة قال ابن الجزري هو بهمزة مضمومة أي يحفظه ويحرسه اهـ، ومنه قوله من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن ومفهوم الحديث أنه أن لم يذكر الله تعالى لم يبت الملك يكلؤه بل بات الشيطان ينتظر أعوانه ويوسوس له عند انتباهه قلت ويشوش عليه في منامه بالمرائي المزعجة والأحوال المقلقة كما سيأتي والحلم من الشيطان. قوله:(وَرَوَينْا فيهِ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرو الخ) أخرجه الحافظ من طريق الطبراني وقال أنه حديث حسن اهـ. قوله:(باسْمك رَبّي وَضَعْتَ جَنْبي) الظرف متعلق بوضعت وسبق أن الاسم إن أريد به المسمى فالباء للاستعانة وإن أريد به اللفظ فللمصاحبة ووجه تفريع سؤال الغفران أما على الأول فظاهر أي إذا كان بك