وروينا فيه عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:"مَنْ أوى إلى فِراشِهِ طاهِرًا،
ــ
المستعان في كل شأن فاغفر لنا ما وقع من التقصير والعصيان وأما على الثاني فببركة اسمك الكريم يحصل الكمال ويزول النقص بحال ومنه الذنب فاغفره يا رب وفي نسخة من الأذكار "باسمك رب وضعت" وهو كذلك في أصل مصحح من كتاب ابن السني وهو منادى مضاف بحذف حرف النداء. قوله:(وَرَويَنْا فيهِ عَنْ أَبِي أمامةَ).
قال الحافظ بعد تخريجه أخرجه ابن السني من طريق إسماعيل بن عياش وروايته عن الحجازيين ضعيفة وهذا منها وشيخه عبد الله بن عبد الرحمن مكي وشهر بن حوشب فيه مقال وقد اختلف عليه في سنده فأخرجه النسائي في الكبرى عنه عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول من توضأ فأحسن الوضوء ذهب الإثم من سمعه وبصره ويديه ورجليه فقال أبو ظبية وأنا سمعت عمرو بن عبسة يحدث بهذا وسمعته يقول سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول من بات طاهرًا على ذكر الله لم يتعار
ساعة من الليل يسأل الله فيها شيئًا من أمر الدنيا والآخرة إلَّا آتاه إياه فعرف بهذا أن حديث شهر عن أبي أمامة إنما هو في الوضوء وأما حديثه في الذكر عند النوم فإنما هو عن أبي ظبية بفتح المعجمة وسكون الموحدة بعدها تحتية وقيل إنه بالمهملة وتقديم الموحدة على التحتية وجزم الإمام بأنه تصحيف وأخرج النسائي أيضًا من طريق الأعمش مثل ذلك وأخرج الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة من طريق حماد بن زيد عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية عن معاذ بن جبل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ما من مسلم يبيت وهو على ذكر الله تعالى طاهرًا فيتعار من الليل فيسأل الله خيرًا من الدنيا والآخرة إلَّا أعطاء الله إياه قال حماد قال ثابت البناني قدم علينا أبو ظبية فحدث بهذا الحديث قال الحافظ هو حديث حسن قال ولعل أبا ظبية حمله عن معاذ وعن عمرو بن عبسة فإنه تابعي كبير شهد خطبة عمر بالجابية وسكن حمص ولا يعرف اسمه وانعقد على توثيقه اهـ. قوله:(طاهرًا) أي من المحدثين كما هو الأكمل المنصرف إليه المطلق وأما حديث فليتوضأ وضوءه للصلاة السابق فقيل هو بيان للطهارة