ديوانك وغفور لأنه ينسي الملائكة أفعالك وغفار لأنه ينسيك ذنبك حتى كأنك لم تفعله وقال آخر غافر لمن له علم اليقين وغفور لمن له عين اليقين وغفار له لمن له حق اليقين وما ذكر أولى من قول الحنفي في شرح الحصين الغفور بمعنى الغفار لأن التأسيس عند المحققين هو الطريق الأولى (القهارُ) هو الذي لا موجود إلَّا وهو مقهور تحت قدرته مسخر لقضائه عاجز في قبضته ومرجعه إلى صفة القدرة فيكون من صفات المعاني وقيل هو الذي أذل الجبابرة وقضم ظهورهم بالهلاك ونحوه وحصل مراده من خلقه طوعًا أو كرهًا فهو إذا من صفات أسماء الأفعال والقاهر الغالب أمره وقضاؤه النافذ حكمه في مخلوقاته على وفق إرادته (الوَهَّاب) كثير النعم دائم العطاء وهو من صفات الأفعال والهبة التمليك بغير عوض فكل من وهب شيئًا لصاحبه فهو واهب ولا يستحق أن يسمى وهابًا إلَّا من تصرفت مواهبه في أنواع العطايا ودامت نوافله والمخلوقون إنما يهبون مالًا أو نوالًا في حال دون حال ولا يملكون أن يهبوا شفاء لمريض وهدى لضال ولا عافية لذي بلاء والله سبحانه يملك ذلك كله (الرّزاقُ) أي خالق الأرزاق والأسباب التي يتمتع بها فهو من
صفات الأفعال والرزق ما يكون مقدرًا للانتفاع ثم من يكون موفقًا بأخذه على وفق الأمر فيكون حلالًا ومن لم يكن موفقًا يأخذه على خلاف الأمر فيكون حرامًا وأما القول بأن الرزق هو التملك فيبطل بالكتاب والسنة والإجماع قال تعالى:{وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ}[العنكبوت: ٦٠] وقال - صلى الله عليه وسلم - لو اتكلتم على الله حق اتكاله لرزقكم كما يرزق الطير ووقع الإجماع على أن الله تعالى رازق الوحوش والبهائم ولا ملك للحيوان غير الإنسان (الفَتاحُ) أي الحاكم بين خلقه من الفتح بمعنى الحكم ومنه ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق ومرجعه إما إلى القول القديم أي فيكون من صفات المعاني أو الأفعال المنصفة للمظلوم من الظالم وقيل هو الذي يفتح خزائن رحمته على أصناف بركته وقال تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وقيل معناه مبدع النصر والفتح ومما جاء فيه الفتح بمعنى النصر قوله تعالى: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ}[الأنفال: ١٩]، وقيل هو الذي فتح على النفوس باب توفيقه وعلى الأسرار باب تحقيقه أي فيكون من صفات الأفعال (العلِيمُ) بناء مبالغة أي العالم بكل شيء من الكلي والجزئي المعدوم والموجود