الممكن والمحال ما كان وما يكون ولا يكون كيف يكون لو وجد وهو والعالم والعلام من العلم وهو من صفات الذات المتفق عليها ولا يطلق عليه تعالى ما هو في معنى العالم في حق المخلوقين من العاقل والعارف والفطن لتعلق ذلك بعلم المخلوق الضروري والكسبي ولا معلوم عن ذلك وليس علمه تعالى كسبيًّا ولا ضروريًّا بل صفة ذاتية قائمة به سبحانه (القابض الباسِطُ) أي مضيق الرزق الحسين أو المعنوي على من يشاء من العباد بحكمته وموسعه عَلى من أراد برحمته كما أشار إليه بقوله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ}[الشورى: ٢٧] الآية وقوله - صلى الله عليه وسلم - يقول الله تبارك وتعالى أن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلَّا على الغنى ولو أفقرته أفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلَّا على الفقر ولو أغنيته أفسده ذلك الحديث وقيل الذي يقبض الأرواح عن الأشباح عند الممات وينشرها في الأجساد عند الحياة وقيل يقبض القلوب ويبسطها تارة بالضلال والهدى وأخرى بالخشية والرجاء ثم هما من صفات الأفعال قال بعض العلماء يجب أن يقرن بين هذين الاسمين ولا يفصل بينهما ليكون إنباء عن القدرة على الضدين أي الاتيان بكل منهما بدلا عن الآخر وأدل على الحكمة كقوله تعالى:{وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ}[البقرة: ٢٤٥] فإذا قلت القابض مفردًا فكأنك قصرت الصفة على المنع والحرمان وإذا جمعت أثبت الصفتين وكذا القول في الخافض الرافع والمعز والمذل والضار والنافع والمبدئ والمعيد والمحيي والمميت والأول والآخر والظاهر والباطن (الخَافِضُ الرَافعُ) هو الذي يخفض القسي ويرفعه أو يخفض الكفار بالخزي والصغار ويعز المؤمنين بالنصر والإعزاز أو يخفض أعداءه بالإبعاد ويرفع أولياءه بالتقريب والإسعاد أو يخفض أهل الشقاء والإضلال ويرفع ذوي السعادة بالتوفيق والإرشاد وهما من صفات الأفعال (المعزُّ المذِل) الإعزاز جعل الشيء ذا كمال يصير بسببه مرفوعًا فيه قليل المثال والإذلال جعله ذا نقيصة بسببها يرغب عنه ويسقط عن درجة الاعتبار وهما من صفات الأفعال (السميعُ البصيرُ) من هما أوصاف الذات باتفاق أهل الحق صفتان زائدتان على العلم ينكشف بهما المسموع والمبصر انكشافًا تامًّا فلا