للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بلفظ الاستغاثة، أو التوسل، أو التشفع، أو التوجه» (١).

ويقول بعض علمائهم (٢): «ولا فرق في هذا المعنى بين أن يعبر عنه بلفظ التوسل، أو الاستعانة، أو التشفع، أو الالتجاء، والداعي بالدعاء المذكور وما في معناه متوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه جعله وسيلة لإجابة الله دعائه ومستغيث به» (٣).

فإذا علمت هذا علمت معنى التوسل عند عُباد القبور والأضرحة وعرفت وجه احتجاج النصراني بهذه الشبهة على شركهم وعبادتهم لغير الله.

ويوضح لنا القضاعي (٤) ما يحويه معنى التوسل عند القبورية من معان بتقسيم سهل وواضح فيقول: «اعلم أن التوسل بالسادة على أنحاء:

الأول: أن يدعو الله بهم، كأن يقول: اللهم إني أسألك بأنبيائك، أو بالصالحين، أو بحرمتهم، أو بجاههم، أو بحقهم.

الثاني: أن يطلب المستغيث من المستغاث به: أن يشفع له إلى ربه في قضاء حاجته.

بأن يقول: ادع لي أن يرد عليّ بصري.

الثالث: أن يطلب المستغيث من المستغاث به قضاء حاجته، بأن يقول: يا فلان، ردّ عليّ بصري» (٥).


(١) إزهاق الباطل لمحمد بن عبد الوهاب بن داود الهمداني ق (٦٢) نقلا عن دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص ٣١٩).
(٢) هو محمد عاشق الرحمن القادري الحبيبي الحنفي، من مؤلفاته: السيوف الآجلة، عذاب الله المجدي، قال الشيخ شمس الدين الأفغاني: «الهندي الخرافي الكذاب» انظر: جهود علماء الحنفية (٣/ ١٨١٢).
(٣) عذاب الله المجدي لجوف منكر التوسل النجدي (ص ٤٣) نقلا عن دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص ٣٢٦).
(٤) هو سلامة العزامي القضاعي، كان من دعاة الوثنية والقبورية سليط اللسان على أئمة السنة، من مصنفاته: البراهين الساطعة، توفي سنة: ١٣٧٦ هـ انظر: معجم المؤلفين (١٣/ ٣٩٠).
(٥) البراهين الساطعة (ص ٣٩١) نقلا عن جهود علماء الحنفية (٢/ ١٠٧١).

<<  <   >  >>