للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشرعية بما هو عين الوثنيات، وفسروا بتوسلاتهم البدعية نصوص الكتاب والسنة، وادعوا إجماع السلف والخلف، فافتروا على أئمة الأمة، بل تقولوا على الأنبياء والمرسلين، والصحابة والتابعين» (١).

ولكن قد يتساءل القارئ ما وجه تشبيههم الاستغاثة بالتوسل؟ والجواب يتضح من إيراد بعض تعليلاتهم في ذلك، يقول القباني (٢) معللاً لهذا الأمر: «فالمستغاث به في الحقيقة هو الله تعالى، والنبي -صلى الله عليه وسلم- واسطة بينه وبين المستغيث؛ فهو تعالى مستغاث، والغوث منه خلقاً وإيجاداً، والنبي -صلى الله عليه وسلم- مستغاث، والغوث منه تسبباً وكسباً» (٣).

ويقول محمد بن عبد الوهاب الهمداني: «فالطلب في الحقيقة منه تعالى لا من سواه، وإن كان في الظاهر متوجها إلى غيره فلا بأس به في المعنى» (٤)

ويقول حسن الشطي (٥): «فإن قلت شبهة من منع التوسل رؤيتهم بعض العوام يطلبون من الصالحين أحياءً وأمواتاً أشياء لا تطلب إلا من الله، ويجدونهم يقولون للولي افعل لي كذا وكذا، فهذه الألفاظ الصادرة منهم توهم التأثير لغير الله.

أجيب بأن الألفاظ الموهمة محمولة على المجاز العقلي، والقرينة عليه


(١) جهود علماء الحنفية (٣/ ١٤٥٣).
(٢) هو أحمد بن علي البصري الشهير بالقباني، من خصوم دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، من مصنفاته: فصل الخطاب في رد ضلالات ابن عبد الوهاب، كان حياً سنة ١١٥٧ هـ ولم تعرف سنة وفاته. انظر: إيضاح المكنون (٢/ ١٩٠)، دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص ٤٤).
(٣) "فصل الخطاب" ق ٢٨. نقلاً عن دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص ٣١٨).
(٤) إزهاق الباطل ق ٦٢. نقلاً عن دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص ٣١٩).
(٥) هو حسن الشطي الحنبلي، كان صوفياً خرافياً، ناصب العداء للدعوة وألف في نصرة الشرك والقبورية ومن مؤلفاته: النقول الشرعية في الرد على الوهابية، توفي سنة: ١٣٤٨ هـ انظر: معجم المؤلفين (١٢/ ٢٣٧).

<<  <   >  >>