للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(اسمعوا وأطيعوا وإن أُمّر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة، ما أقام فيكم كتاب الله) (١).

ودين الإسلام إنما يفضل الإنسان بإيمانه وتقواه لا بآبائه، ولو كانوا من بني هاشم أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنه خلق الجنة لمن أطاعه وإن كان عبداً حبشياً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان شريفاً قرشياً.

وقد قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحُجُرات:١٣]، وفي السنن عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأسود على أبيض، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى، الناس من آدم وآدم من تراب) (٢). وفي الصحيحين: عنه أنه قال لقبيلة قريبة منه: (إن آل أبي فلان ليسوا بأوليائي، إنما وليي الله وصالح المؤمنين) (٣).

فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن موالاته ليست بالقرابة والنسب، بل بالإيمان والتقوى، فإذا كان هذا في قرابة الرسول، فكيف بقرابة جنكيز خان (٤) الكافر المشرك، وقد


(١) رواه أحمد (١٦٦٤٩) قال الأرناؤوط: صحيح على شرط مسلم.
(٢) هذا النص عبارة من قطعتين: القطعة الأولى رواها أحمد في مسنده برقم: (٢٣٤٨٩) والبيهقي في الشعب من حديث جابر رضي الله عنه برقم: (٤٧٧٤) وصححه الألباني في الصحيحة: (٢٧٠٠) صحيح الترغيب والترهيب: (٢٩٦٣). والقطعة الأخرى وهي قوله: (الناس من آدم وآدم من تراب) رواها أبو داود: (٥١١٦) والترمذي برقم: (٣٢٧٠) وأحمد: (٨٧٢١) وصححه الألباني في صحيح الجامع (٥٤٨٢) والصحيحة (٢٨٠٣).
(٣) رواه البخاري في كتاب: الأدب. باب: تبل الرحم ببلاها. برقم (٥٩٩٠)، ومسلم كتاب الإيمان. برقم (٢١٥).
(٤) هو طاغية التتار وملكهم الأول الذي خرب البلاد، وأباد العباد. وليس للتتار ذكر قبله، إنما كانوا ببادية الصين، فملكوه عليهم، وأطاعوه طاعة أصحاب نبي لنبي، بل طاعة العباد المخلصين لرب العالمين. وكان مبدأ ملكه في سنة تسع وتسعين وخمسمائة واستمر خمساً وعشرين سنة (ت:٦٢٤ هـ). انظر: تاريخ الإسلام (١٣/ ٧٦٢) فوات الوفيات (١/ ٣٠١ - ٣٠٣).

<<  <   >  >>