للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا مما «هو معلوم بالاضطرار من لغة العرب وسائر اللغات أنهم يصفون كثيرًا من المخلوقات بأنه واحد ويكون ذلك جسمًا» (١) بل «لا يوجد في لغة العرب، بل ولا غيرهم من الأمم استعمال الواحد، الأحد، الوحيد إلا فيما يسمونه هم جسما ومنقسما» (٢)، وكان ذا صفة ومقدار.

وضرب شيخ الإسلام أمثلة كثيرة على ذلك مما جاء في الكتاب والسنة ومن ذلك:

أ -قوله تعالى: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [الزُّمَر:٦].

ب -وقوله: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} [المدَّثر:١١].

ت -وقوله: {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ} [النساء:١١].

ث -وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يصلين أحدكم في ثوب واحد وليس على عاتقه منه شيء) (٣).

ج -قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَمْشي أحدكم في نعل واحد) (٤).

ح -والعرب وغيرهم من الأمم يقولون: رجل ورجلان اثنان، وثلاثة رجال، وفرس واحد وجمل واحد، ودرهم واحد، وثوب واحد.

وكل هذه الموصوفات إنما هي أجسام مشار إليها، وهي تدل على استخدام الواحد فيما هو جسم خلافا لما يزعمه هؤلاء، "فكيف يجوز أن يقال إن الوحدة لا يوصف بها شيء من الأجسام وعامة ما يوصف بالوحدة في لغة العرب إنما هو جسم من الأجسام؟! " (٥).


(١) المصدر السابق (٣/ ١٤٧).
(٢) درء التعارض (٧/ ١١٤ - ١١٥).
(٣) سبق عزوه (ص:٢١٠).
(٤) رواه البخاري كتاب: اللباس. باب: لا يمشي في نعل واحدة. برقم (٥٨٥٦) ومسلم كتاب اللباس والزينة. (٢٠٩٧)
(٥) بيان تلبيس الجهمية (٣/ ١٩٣).

<<  <   >  >>