للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإمام، وقطعوا السبل، وأرهبوا الناس، واستولوا على جبل الصالحية (١)، وقتلوا الرجال وسبوا النساء، وحرقوا المساكن؛

انتقاماً من أهله؛ لأنهم من أهل السنة، الذين يسمونهم نواصب (٢).

وكان هؤلاء القوم من أشد الناس غلواً في الرفض فمن عقائدهم "اعتقادهم أن أبا بكر وعمر وعثمان، وأهل بدر وبيعة الرضوان، وجمهور المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، وأئمة الإسلام وعلماءهم، أهل المذاهب الأربعة وغيرهم، ومشايخ الإسلام وعبادهم، وملوك المسلمين وأجنادهم، وعوام المسلمين وأفرادهم، كل هؤلاء عندهم كفار مرتدون أكفر من اليهود والنصارى" (٣)، ومن "مسح على الخفين فهو عندهم كافر، ومن حرم المتعة فهو عندهم كافر، ومن أحب أبا بكر أو عمر أو عثمان أو ترضي عنهم أو عن جماهير الصحابة فهو عندهم كافر، ومن لم يؤمن بمنتظرهم فهو عندهم كافر … ، وعندهم: من قال: إن الله يرى في الآخرة فهو كافر، ومن قال: إن الله تكلم بالقرآن حقيقة فهو كافر، ومن قال: إن الله فوق السماوات فهو كافر، ومن آمن بالقضاء والقدر وقال: إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء وأن الله يقلب قلوب عباده وأن الله خالق كل شيء فهو عندهم كافر، وعندهم أن من آمن بحقيقة أسماء الله وصفاته التي أخبر بها في كتابه وعلى لسان رسوله فهو عندهم كافر" (٤)، وكانوا


(١) قال ياقوت الحموي -رحمه الله-: «الصالحية: قرية قرب الرّها من أرض الجزيرة اختطّها عبد الملك بن صالح الهاشمي، وقال الخالدي: قرب الرّقّة، وقال: عندها بطياس ودير زكّى وهو من أنزه المواضع» معجم البلدان (٣/ ٣٨٩).
(٢) النواصب أو الناصبة: هم طائفة من الخوارج تتدين ببغض علي بن أبي طالب -رضي الله عنه وتنصب له العداوة وتظهر له الخلاف، وتؤذي أهل البيت وتعاديهم، ومن بدعهم إظهار الفرح والاحتفال بيوم عاشوراء، كان منهم جماعة في الكوفة، وعد شيخ الإسلام منهم بعض بني أمية كالحجاج. انظر: جامع المسائل (٥/ ١٥٠، ١٥٢) مجموع الفتاوى (٢٥/ ٣٠٠) (٣/ ١٥٤) الكليات (ص: ٩٠٦) تاج العروس (٤/ ٢٧٧).
(٣) مجموع الفتاوى (٢٨/ ٤٠٠)، والعقود الدرية (ص: ٢٠٠).
(٤) مجموع الفتاوى (٢٨/ ٤٠١ - ٤٠٢)، والعقود الدرية (ص: ٢٠٢).

<<  <   >  >>